} لم يسبق لحزب القوات اللبنانية المحظورة ان شهد منذ تاريخ سجن قائده سمير جعجع في نيسان ابريل 1994 أية محاولة يمكن ان تعرضه الى فرز سياسي، على غرار المحاولات التي يمر فيها اليوم من خلال حرب البيانات السياسية والاعلامية المتبادلة وان بهدوء بين تيارين لم تتضح حتى الساعة، طبيعة اصطفاف "القواتيين" في أحدهما على رغم الجهد المبذول لابراز تمايز هذا التيار عن ذاك. وقد يكون من الصعوبة التكهن بمصير هذه المحاولات خصوصاً وأن السيدة ستريدا جعجع لم تحسم أمرها ولا تزال تراقب ما يدور في داخل القوات، وتحرص على ابقاء التواصل مع ابرز الرموز القواتية لمنع حصول انقسام ربما يمهد الطريق امام المزيد من الانقسامات اسوة بما اصاب ويصيب حزب الكتائب اللبنانية من انشقاقات، أطاحت بالمؤسسة بعد فترة قصيرة على غياب المؤسس الشيخ بيار الجميل. في تسليط الأضواء على خلفية حرب البيانات الدائرة بين صفوف الرموز القواتية، في ظل انضواء فريق منهم في هيئة التنسيق التي تجمعه مع "التيار الوطني الحر" المؤيد للعماد ميشال عون وحزب الوطنيين الأحرار وينوب عنه المستشار السياسي السابق لقائد القوات اللبنانية توفيق الهندي في مقابل فريق آخر اتخذ لنفسه مسافة سياسية عن طروحات هذه الهيئة وتحركاتها في الشارع المسيحي، ويقوده رئيس الأركان السابق في القوات اللواء المتقاعد فؤاد مالك الذي عاد حديثاً من باريس. ويشار الى ان الفريقين وان كان لكل منهما طريقته في التعبير عن رأيه، يلتقيان بصورة غير مباشرة تحت عنوانين: الولاء المطلق لقائده السجين واستمرار التحرك لاخراجه من السجن والعمل تحت عباءة البطريرك الماروني نصرالله بطرس صفير انما ليس من التلطي تحت هذه العباءة بل تأييد لمواقفه أملاً بدولة القانون. وفي هذا السياق يؤكد الهندي ان ليس للقواتيين موقف عدائي من سورية وان مطالبتنا تنطلق من تطبيق "اتفاق الطائف" ضمن تحقيق السيادة والاستقلال، مشيراً الى انه أصبح للعونيين موقف ضمني من الاتفاق يتجلى بتعاطيه بواقعية معه معترفاً بمقدمة الدستور اللبناني التي حسم بموجبها الهوية العربية للبنان وبالاصلاحات التي نصت عليها وثيقة الوفاق الوطني واذ كان لهذا التيار من تشكيك فإنه يتعلق ببند السيادة. ويضيف: نحن مع اعادة انتشار الجيش السوري في اتجاه تحديد موعد خروجه وليس للبقاء لمدة طويلة غير محسومة من حيث الزمن ومرتبطة بالتطورات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، مؤكداً ان مجرد الحديث عن هذه المسألة يعني من وجهة نظرنا انها الخطوة الأخيرة التي يجب ان تسبق خروج السوريين. ويتابع الهندي: نحن نرفض تسمية اعادة الانتشار بجدولة الانسحاب كي لا نعطي هذه المسألة وجهاً عدائياً لأن لا مصلحة لدينا في ان نظهر وكأننا على عداء مع سورية. ورداً على سؤال يوضح بأن المواقف العملية التي تتخذها هيئة التنسيق الثلاثية لا تتناقض مع روحية الطائف وان كانت الهيئة لا تطرح في العلن انها معه. واللافت ان الهندي يتجنب، ولاعتبارات لم يفصح عنها، الخوض في موقف الهيئة من الطائف، لكن كما يبدو فإن الأسباب تعود في الدرجة الأولى الى عدم تعريض صدقية الأحرار والعونيين امام قواعدهم الى الاهتزاز أو التساؤل خوفاً من استدراجها الى سجال لن يتوقف. واللافت أيضاً من خلال البيانات المشتركة لهيئة التنسيق، وان كان ليس مطلوباً من الاحرار والعونيين تلاوة فعل الندامة، فإن القوات في المقابل تسعى الى دبلجة موقفهما من الوجود السوري على نحو يقطع الطريق على اظهار العدائية لسورية، خلافاً لما تتضمنه بياناتهما المستقلة. وعلى رغم ان الهندي يحتفظ لنفسه بدور المراقب وعدم الرد على المواقف المحدثة لفريق من القواتيين، فإن المعارضين لتيار مالك يحملون الدولة وأحياناً سورية مسؤولية السعي لإحداث انشقاق بين صفوفهم، يتعاطى معها الفريق المناوئ للهندي على انها سيل من الاتهامات الجاهزة، اذ من السهل توزيعها مجاناً مثلما من السهل أيضاً اطلاق الاشاعات ظناً منهم ان التداول فيها يمكن ان يقطع الطريق على بلورة تيار قواتي مستقل يتعاطى بواقعية مع القضايا السياسية المطروحة من دون التفريط بالثوابت التي نؤمن بها. ويرى مالك ان البعض يركز على وجود اتصالات تارة ببعض الرموز الأساسية في الدولة وتارة أخرى بمسؤولين سوريين لا نعرف من أين يؤتى بها، يقيناً منه انه يكفيه لاجهاض المحاولة الأولية لخلق تيار مستقل، ان يلصق بنا تهمة الاتصال بسورية أو فتح قنوات غير مرئية بالدولة اللبنانية. بدوره ينفي الهندي ان تكون القوات في وارد استعداء الدولة ويقول ان المسؤولين يصرون على اظهار العداء لنا، وكنا طلبنا باستمرار مواعيد للقاء رئيس الجمهورية اميل لحود لكن لم نلق أي تجاوب لأسباب نجهلها، علماً ان لا موقف لنا من أشخاص معنيين واذا كان لنا من موقف فهو ينبع من الطروحات السياسية. ويضيف: كنا طلبنا باستمرار تحسين الوضع الشخصي لجعجع في السجن وهذا ما طرحناه عندما قمت مع ستريدا جعجع بزيارة الفاتيكان، وصودف في هذه الاثناء ان الكرسي الرسولي تلقى اشارات ايجابية على هذا الصعيد من الدولة اللبنانية لكن حتى الآن لم يطرأ ما يدعونا الى ان وضعه من الناحية الانسانية اخذ يتحسن. ويحاول أيضاً تيار القوات الذي يبدي حذراً حيال التحرك الذي يعد له مالك، ان يعطي لنفسه حق التمايز عن العونيين والأحرار، وهنا يشرح موقفه من التحرك الذي دعا اليه عون لمناسبة ذكرى حرب التحرير التي أعلنها ضد سورية. ويقول بأن القوات لم يشاركوا في التحرك تقديراً منا ان الوضع حساس وبالتالي لا يجوز ان نشرك انصارنا في معركة لم نكن طرفاً فيها اضافة الى ان لكل منا حساباته السياسية، بينما شاركنا في كثافة في الاستقبال الذي اقيم للبطريرك صفير. ويعزو السبب أيضاً الى ان القوات وان كانت منخرطة في هيئة مشتركة مع الآخرين، فإنها تعتقد بأن أي تحرك يجب ان يكون موضع تشاور وان لا ينفرد البعض باتخاذ قرار ويطلب منا اللحاق به، مضيفاً بأن حضورنا للقاء التشاوري في قرنة شهوان يأتي في سياق شعورنا انه على تواصل مع بكركي وإلا لكنا تحفظنا على الحضور. وتأخذ القوات على الدولة بعدم فتح حوار على رغم انها كانت مع الطائف وقاتلت لأجله من دون ان تبدي رغبة في فتح الدفاتر الدموية من جراء حرب الالغاء التي أوقعتها في معركة طاحنة مع عون. ونحن من جانبنا لا نسعى الى الغاء احد أو اخراجه، لكن استبعادنا فرض علينا البحث عن تحالفات ولو صور للبعض بأنها قد لا تجمعنا تحت سقف سياسي واحد، وان كنا نراهن على جر من نتعاون واياه الى ملعبنا. ولا تؤيد القوات ما يتردد من ان عون نجح في استيعابهم وترى ان العمل المشترك لن يكون الا من خلال التجمع حول البطريرك صفير. وتؤكد بوجود تباين بين خطاب القوات والآخرين عون والأحرار وتقول بأن ما يمثلها في هيئة التنسيق - والمقصود به توفيق الهندي - لا يوافق على ادراج عبارة احتلال في اشارة الى الوجود السوري في اي بيان مشترك يصدر عن الهيئة. وتعترف أوساط القوات المقربة من الهندي بأن الأخير تجاوز الخلاف التقني الذي كان قائماً في السابق بينه وبين ستريدا جعجع. وتراهن على ان أي تنازع في النهاية مع الآخرين من القواتيين سيكون حول الأسم، اعتقاداً منها بأنهم لن ينجحوا في كسب القاعدة. ورداً على سؤال ترفض هذه الأوساط الدخول في تفاصيل التباين مع مالك، ولا تحبذ الخوض في نقاط الخلاف مع انها تدعي لنفسها معرفة الكثير من المعلومات الخاصة بالاتصالات التي يجريها هؤلاء مع من في السلطة، أكان بالواسطة أو مباشرة، وشملت في وقت من الأوقات جعجع من خلال اصدقاء مشتركين نجحوا في الحصول على "تسهيلات" لمقابلته بغية وضعه في الأجواء التي دفعتهم الى التحرك بطلب من جهات معروفة. من جانبه، يؤكد مالك في معرض رده على مناوئيه بأنهم اعدوا التهمة التي ستوجه ضدنا وأصبحت جاهزة لديهم، مشيراً الى ان القوات عندما وافقت على الطائف وقاتلت لأجله، انطلقت من قناعة ولا مصلحة لنا الخوض في التجربة المريرة التي بدأت بتوجيه التهم للقوات وأدت الى سجن جعجع. حتى ان مالك يعطي الحق لكل واحد بالتحدث باسم القوات في ظل غياب الاطار الحزبي القانوني بعدما تقرر تجميد نشاطنا السياسي. ويعتبر ان الجو كان مقبولاً الى ان وصلنا الى التحدث بلغة - يقصد بذلك الهندي من دون ان يسميه - لا نقول بأنها متطرفة انما لا تعبر عن موقفنا السياسي. ولهذا السبب أصدر البيان الذي ركزت فيه على الثوابت. وأوضح مالك ل"الحياة" انه يلتقي ستريدا جعجع باستمرار وتحديداً في كل أسبوع "وأنا اعتبرها سيدة استثنائية"، نافياً "ان يكون لأحد في الدولة أو في الخارج سورية ضلعاً في مضمون البيان الذي أصدرته". ويعتبر ان ترحيب الدولة بالبيان لم يأت بسبب وجود اتصالات، ويؤكد ان الرئيس لحود هو ابن دورته في المدرسة الحربية "ومع ذلك لم التقه وكنت بعثت اليه برسالة تهنئة عندما انتخب رئيساً للجمهورية". ويكشف النقاب بأن ستريدا اطلعت على ما ورد في بيانه وتمنت ان لا يسهم احد في اخراج الآخر من الاطار السياسي للقوات وان لا يفسر مضمونه وكأنه لإبعاد أي شخص. ويعتقد ان عدم التنسيق مع العونيين يعود الى اننا نمارس قناعاتنا وكنا في الماضي على خلاف معهم، لكن هذا لا يعني اننا في وارد فتح النار عليهم. وينفي ان يكون لاصدار البيان علاقة بالتحرك الذي بدأه عدد من القواتيين في الخارج. ويؤكد "ان هؤلاء أيدوا البيان وأعربوا عن تعاونهم معي مع انه لم يسبق ان قمت باتصال بهم لتحضير الأجواء". ويشار الى ان المعنيين بتأييده هم جوزف رزق، راجي عبدو، روبير فرح، كميل طويل، وغسان منسى. ويضيف مالك، بأن قواتيين آخرين وهم معروفون يلتقون من حين لآخر برئيس الجمهورية، ومن بينهم الفرد ماضي، جورج كساب، مؤكداً بأنه يدرس اعداد وثيقة سياسية يصار على اساسها تشكيل هيئة ادارية جديدة مضيفاً ان لا عجلة على هذا الصعيد قبل ان تتبلور المواقف ومعترفاً بأنه باشر القيام بجهد خاص يشمل القواعد القواتية التي هي من الشباب لشرح موقفه والابعاد التي أملت عليه اتخاذه. ولا يستبعد ان يواجه موقفاً حرجاً لدى القاعدة، لكنه يراهن على استيعابه، مسجلاً للشباب حقهم في التمرد نتيجة للمعاملة التي تعرضوا لها من قبل الدولة خصوصاً وان تجربتهم في القوات تزامنت مع سجن جعجع، الذي هو سجين سياسي ولا أود التعرض للقضاء الذي احترمه وأقدره، ومن ثم مع التوقيفات والملاحقات. ويشدد مالك على التحرك الجاري بعيداً عن الأضواء لاصدار عفو عام عن جعجع. ويؤكد ان هذا الأمر طرح مع الرئيس لحود وشخصيات سياسية، وان آخرين يتولون الاتصالات "وانما هو يتابع نتائجها". ويؤكد ان لا علاقة له بسورية ويقول ان هذا الكلام ليس من باب الرفض وانما من باب الواقع، مشيراً الى وجود علاقة شخصية مع النائب نادر سكر مسؤول قواتي سابق، وعضو حالي في المكتب السياسي الكتائبي. وعن علاقته بسكر، يقول: "انا احترمه وكان ترك القوات بعد ان صارح جعجع بموقفه السياسي ولم ينقلب عليه في الخفاء. ويضيف: "لم أطلب من سكر القيام بوساطة لي مع الآخرين الذين ربما يجرون لقاءات به أو مع غيره"، مؤكداً ان رأيه لا يلزم القواتيين وهو مطروح للنقاش و"اعتبر أنني حققت نصراً في حال نجحت في كسبهم الى جانبي وطبعاً من خلال الاقناع والحوار". ويرى انه يدعو الى قيام علاقة ثقة وتعاون مع سورية - وهذا ما يشدد عليه سيدنا البطريرك صفير - مضيفاً انني لا اطلع الى افتعال مشكلة في داخل القوات أو أن نعمل لحصول شرخ، لذلك أفضل التروي. ويكرر مالك قوله ان ستريدا جعجع تستمع بينما لا يتناسب طرح الهندي مع طرحي، اذ هو يعتقد ان لا جدوى للانفتاح من دون ضمانات بينما أرى ان التعامل بواقعية بعيداً عن التشنج يمكن ان يخلق الجو المناسب الذي يسمح باطلاق جعجع من سجنه، لأن الافراج عنه يطوي مفاعيل الحرب خصوصاً وانه لا يخوف الدولة ولا أظن ان الدولة اصبحت بقوة تفرض عليها الحوار والانفتاح بدلاً من اعادة فتح دفاتر الماضي. ويدافع مالك بقوة عن جعجع وينفي اتهام الآخرين بأنه لا يزال يهدد النظام. ويؤكد بأن الوقت حان لتخرج الدولة عن تشنجها ليرتاح البلد والمواطن. ويراهن ان تحسين الوضع الشخصي لجعجع في السجن يسهم في ان يصبح لديه المعطيات الكافية لاتخاذ قرار منفتح "اذ لا يعقل ان يطلب منه الانفتاح مع انه ليس منغلقاً على الآخرين، في وقت تبقيه في غرفة تقع في الطابق الثالث تحت الأرض". وينفي ان يكون لانفتاحه رغبة في تسديد فاتورة لأحد. ويقول اذا كانت هناك من فاتورة فهي للوطن أولاً ولجعجع ثانياً. ويعتبر ان البيان الذي اصدره يعكس قناعاته ويؤكد انه كان سلم البطريرك مذكرة تتضمن ابرز ما ورد في البيان وان رده على ذلك بالدعوة الى توحيد الصف وعدم الوقوع في الشرذمة. ويدافع عن موقفه بقوله ان اسرائيل دولة عدوة وعدوانية وان التهم ضدنا أصبحت من الماضي ولم ندخل في سجال مع الذين صدروا البيانات ضد القوات ظناً أنهم يركزون على الماضي بينما نحن نبحث عن المستقبل. وبالنسبة الى العلاقة مع سورية، يكرر مالك انه يطرح رأيه الشخصي، ويرى فيه ان الوجود السوري لا يتعلق بالشق الأمني والعسكري انما أيضاً بجوانب عدة ابرزها العلاقات الاقتصادية واداء سورية من الوجهة السياسية في الساحة اللبنانية. ويقول ان الناس تركز على الوجود العسكري وتعتبره مسؤولاً عن كل شيء وأنا من جانبي أشدد على تطبيق الطائف وأعتقد ان تحقيق التوازن في الاتفاقات الاقتصادية المعمول بها بين البلدين يسهم في اعادة الثقة الى العلاقة اضافة الى تنظيم العمالة السورية ووقف التدخل في تفاصيل الادارة السياسية للبنان. ويتابع: "أقول هذا الكلام من باب الرغبة لاقامة علاقة جيدة بسورية التي أرفض ان نضعها في المستوى نفسه مع العدو الاسرائيلي"، مشيراً الى "ضرورة إشعار اللبنانيين بأنهم أسياد قرارهم السياسي وعندها لا يشكل الوضع العسكري مشكلة شرط ان تجتمع القيادتان العسكريتان في البلدين لتحديد مدى الحاجة الى الوجود العسكري، ولي ملء الثقة بقائد الجيش العماد ميشال سليمان تماماً كثقتي برئيس البلاد". ويعتبر ان من حق اللبناني المطالبة بالسيادة والاستقلال وهما خط أحمر بالنسبة لنا، لكن من حقنا أيضاً ان نعيش مع بعضنا ونحن في القوات لم ننخرط طويلاً في التجربة السياسية من الباب الواسع ولو كان جعجع موجوداً لأظن اننا نجحنا في الابتعاد عن التقوقع. ويرفض ان توجه له التهمة بانشاء تيار في داخل القوات مقابل آخر مناوئ لكل ما يطرحه. ويقول نحن قوة توحيدية للقوات على أساس الثوابت التي آمن بها جعجع منذ دخولنا اتفاق الطائف. ويصر على القول بأنه يتخلى عن تحركه في حال وصلته معلومات لا تدعو للشك بأن جعجع لا يوافق على تحركه، مؤكداً بأنه ليس طرفاً وهو لجميع القواتيين. في ضوء ذلك، يبدو ان الفريق المخضرم في القوات - أي العسكر القديم - اخذ ينشغل بما يدور على الجبهة القواتية وبعضهم حسم خياره والبعض الآخر لا يزال يتردد، مستذكراً التجارب الانقسامية التي حلت في السابق وتحل الآن في حزب الكتائب، اضافة الى ان مالك يجهد بأن يقدم نفسه فوق اي انقسام قد يصيب القوات، تماماً كمايفعل من يقف في الجبهة الأخرى بينما يراهن الجميع على مضمون كلمة السر التي سيبوح بها جعجع وستنقلها عاجلاً أم آجلاً زوجته ستريدا الى من يعنيهم الأمر. وختاماً لا بد من التأكيد بأن جعجع الذي لا يسمح له سوى بمقابلة زوجته وأهله ومحاميه، بدأ يدرس الوضع عبر رسائل تصله من قبل قواتيين نجحوا في ايصال صوتهم اليه وسيطلب التريث الى حين يدرس الموقف خصوصاً وان الذين يعدون العدة للاطلالة على الرأي العام بموقف معتدل ومرن من دون التخلي عن الثوابت يراهنون على انهم بموقفهم هذا سينجحون في إيجاد مخرج يتيح له العودة الى ممارسة دوره من الباب الواسع بدلاً من ان يستمر في لعبه عبر القواتيين الذين راحوا يجتهدون في تقديراتهم لحقيقية الموقف الذي سينطق به وهم على ثقة بأن التحول الايجابي يستحضر العفو العام عن قائدهم.