يبذل القائمون على رياضة السيارات في سورية جهداً كبيراً لوضعها سريعاً في المكان الذي تستحقه، وبعدما باعدت ظروف عدة وقيود في العقود الماضية بينها وبين مثيلاتها في البلاد المجاورة. ولأنهم يدركون جيداً ان الشجر المثمر لن يعطي نتاجاً لذيذاً الا بعد سنوات، فإن العمل المتأني، لكن بخطوات ثابتة، يأخذ مجراه حالياً. ويحاول القائمون على هذه الأنشطة الاستفادة من العوامل الطبيعية والجغرافية والمواقع الأثرية في سورية لتنشط هذه الرياضة، وألا تقتصر على نوع معين من السباقات. فهناك راليات السباقات الكلاسيكية التي باتت مألوفة، وسباقات التحمل للسيارات رباعية الاندفاع وقد نظم سباق لها العام الماضي تحت اسم رالي البادية بدعم من النادي اللبناني للسيارات والسياحة. ورالي الماستزر الذي سينطلق من فرنسا الى البتراء في الأردن، عبر سورية في آب أغسطس المقبل. وطبعاً، ينصب الاهتمام الكبير هذه الأيام على ايجاد الأرضية المناسبة لكل ما يتعلق بتنظيم رالي سورية الدولي "تدمر 2001" في ايلول سبتمبر المقبل، الذي ادرج ضمن بطولة الشرق الأوسط، بعد نجاح نسخته التأهيلية العام الماضي، والتي شكلت قفزة نوعية غير متوقعة لرياضة السيارات في سورية. ولأن للراليات مفاعيل جذب سياحية واقتصادية، تسخّر الدوائر الرسمية جهودها كافة لانجاح أي مناسبة على رغم افتقار القاعدة الى الخبرة المطلوبة، لذا لا عجب ان أحرزت محطة سورية البالغة، مسافتها 500 كلم، ضمن سباق التحمل الدولي لندن - كايب تاون جنوب أفريقيا 1998 المركز الأول تنظيماً واستضافة وتعاوناً بين 29 دولة مرّ فيها السباق. كما ان النادي السوري للسيارات وبالتعاون مع الهيئات والأندية والشركات المعنية بهذا القطاع بدأ التحضير لاطلاق سباقات داخلية، وسينظم سباقاً للسرعة تسلق الهضبة في 12 تشرين الأول أكتوبر المقبل بمشاركة ثلاثية من لبنانوالأردن وسورية، وسيكون تمهيداً لبطولة عربية وربما شرق أوسطية لهذه الفئة ستشمل البلدان الثلاث في مرحلتها الأولى، كما أوضح ل"الحياة" المهندس وليد شعبان، نائب رئيس مجلس ادارة نادي السيارات السوري واضاف: ان لجنة عليا لرياضة السيارات قد شُكلت مهمتها اطلاق النشاط تدريجاً في المناطق السورية كافة. ومن الخطوات الأولى تشكيل فريق محلي موحد الجهود لخوض السباقات، سيشارك في رالي سورية الدولي الأول ويضم المتسابقين يزن رجلة ومحمد عثمان، اللذين خاضا غمار سباق العام الماضي وأكملا المنافسة. وتابع شعبان ان حدثاً دولياً كبيراً سيخترق الأراضي السورية في السنة المقبلة، ويتمثل بسباق "المغامرة الى النيل" من لندن الى القاهرة، ويضم نحو مئة سيارة، في حين يُنتظر ان يكون في رالي الماسترز اكثر من 250 آلية منها 80 مشاركة في المنافسة. من جهته،أكد عمار معاوف المدير العام للشركة السورية لتنظيم السباقات سيروكو القائمة على اطلاق وتنظيم "تدمر 2001" ان الرعاية لا تزال قليلة وخجولة عموماً لمثل هذه الأنشطة، لأنها جديدة على الساحة السورية "والكل يفضل الترقب والانتظار، غير ان النتائج المشجعة لرالي العام الماضي تمثّل أفضل ربح معنوي لنا، كونه حظي باعتراف الاتحاد الدولي وادرج في روزنامة بطولة الشرق الأوسط، فدخلنا سريعاً من الباب الواسع، وهذا يجعلنا أمام مسؤولية كبيرة".