انتشر الجنود اليوغوسلاف أمس في أخر قطاع من منطقة الأراضي الصربية العازلة المحيطة باقليم كوسوفو، والواقع بمحاذاة الحدود المقدونية، واستعادوا السيطرة عليها من المقاتلين الألبان الذين توغلوا فيها منذ 16 شهراً، وذلك بناء على اتفاق بين بلغراد وقوات حفظ السلام كفور التي يقودها حلف شمال الأطلسي. ومن جانبها، تولت قوات حفظ السلام الدولية في كوسوفو اغلاق المنطقة الحدودية بين الاقليم والأراضي التي تم فيها انتشار القوات اليوغوسلافية، تحسباً لأي مشكلات قد يثيرها معارضون البان لعودة الجنود اليوغوسلاف الى المنطقة. ومعلوم ان المنطقة العازلة التي عرضها خمسة كيلومترات داخل كل الأراضي الصربية المحيطة باقليم كوسوفو، كان اقامها حلف شمال الأطلسي في حزيران يونيو 1999، بموجب اتفاق وقف الغارات الجوية على يوغوسلافيا، بهدف حماية الاقليم من اي اعتداء عسكري صربي. لكن هذه المنطقة أحدثت فراغاً أمنياً استغله المقاتلون الألبان لاقامة قواعد حركة مسلحة، انطلقوا منها في شن هجمات على القوات اليوغوسلافية جنوب صربيا. كما أُتخذت اجزاء من هذه المنطقة خطوط تسلل وتموين لمقاتلي "جيش التحرير الوطني" الألباني المناوئ للحكومة المقدونية. مقدونيا من جهة أخرى، استأنف الجيش المقدوني امس قصفه المكثف لقرى "فاكسينتسي" و"سلوبتشاني" و"لوياني" الشمالية التي يسيطر المقاتلون الألبان عليها، مستخدماً قذائف المدفعية الثقيلة وصواريخ الطائرات المروحية. وأفادت منظمات الاغاثة في مدينة كومانوفو القريبة من منطقة المواجهات، ان هذا القصف سبب دماراً واسعاً في منازل القرى الثلاث واصابات في صفوف سكانها المدنيين ونقلت محطات تلفزيونية محلية في سكوبيا من مصادر المقاتلين الألبان ان هذا القصف أدى الى قتل 11 مدنياً وأصيب حوالى 200 آخرين بجروح. وجاء هذا التصعيد القتالي، متزامناً مع تفاقم الخلافات داخل الحكومة الائتلافية المقدونية بين العرقين المقدوني والألباني، بعد لقاء زعيمي الحزبين الألبانيين المشاركين في الائتلاف: اربن جعفيري الديموقراطي وايمير اميري الرفاه مع قائد "جيش التحرير الوطني" الذي يقود المقاتلين الألبان في مقدونيا علي أحمدي، في عاصمة كوسوفو مدينة بريشتينا. وبرر السياسيان الألبانيان اللقاء بأنه "جاء من اجل اقناع احمدي بوقف القتال". لكن زعماء الأحزاب المقدونية المشاركة في الائتلاف الحكومي، اعتبروا ان هذا اللقاء "ينتهك اتفاق تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الذي يمنع اجراء أي محادثات مع الارهابيين". وازاء هذه المشكلة التي تهدد الائتلاف الحكومي بالانهيار، توافرت معلومات اعلامية مفادها ان منسق الشؤون الأمنية والخارجية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا، سيصل الى سكوبيا في غضون يومين، في محاولة لوقف تردي الأوضاع في مقدونيا.