لم نكد نقول «بسم الله» ونعلن للملأ بدء موسمنا الرياضي الجديد، حتى صدمنا بعدد من السلبيات التي توقعنا أنه صارت من الماضي، ومن العيب أن تحضر ونحن في 2011، لأننا باختصار نملك كل الإمكانات المادية والبشرية القادرة ليس على الإنتاج فقط، بل الإبداع والإبهار... وسأذكر فقط بعضاً منها وكلي خجل، لأنها شوهت فرحة البدء وأعادتنا للوراء كثيراً... فعندما يبدأ الموسم وأرضيات أحد الملاعب الرئيسية مشوهة، كأنها رأس قام بحلاقتها أعمى جزء مكتمل الزراعة، وآخر خال منها فتلك سقطة، وعندما يخلو ملعب من ساعة توقيت تخيلوا ساعة فقط عجزوا عن إصلاحها أو تغييرها فتلك فضيحة... أتساءل متى انتهى النشاط الرياضي للموسم الفائت، بخاصة في الأحساءوالمدينة؟ وماذا تم منذ ذلك الوقت حتى الآن؟ لماذا نام الجميع طوال كل هذه المدة؟ ولم يستيقظوا إلا قبل بدء الموسم بوقت قصير؟ أين المحاسبية؟ بل من المسؤول عن ذلك؟ ولم لا يخرج ويبرر كعادته عن أسباب التأخير في الإصلاحات؟ لعل ذهنه يتفتق عن مبررات يقنعنا بها، على رغم أنه مهما قال لن نقتنع أن ساعة في ملعب تحتاج إلى شهرين للإصلاح من تاريخ بدء الموسم (ربما سيصنعون ساعة بمواصفات سعودية تقاوم الحر والرطوبة) وعليه لا بد لكل فريق يلعب هناك أن يحضر معه (ساعة خراش حتى يسمع اللاعبون صوتها بدلاً من أن يحضروا لسؤال إدارييهم عما يتبقى من وقت المباراة) وفي المدينة كانت معدات الصيانة حاضرة لكل من يرغب في صعود السقالات المخصصة للبناء ليرى الملعب من أعلى، ربما هو بشكل أجمل، وهو ما قام به فعلاً بعض المتهورين، الذين كادوا أن يتسببوا في كارثة لولا التدخل العاجل وإنزالهم بالقوة، فهل كان الجميع في إجازة طوال الإجازة وما قبلها؟ أم كانوا لا يعلمون موعد بدء الدوري، وفجأة علموا وتذكروا أجندة كتب بها ما تحتاجه الملاعب من إصلاحات؟ كل ما حدث سيناريو سعودي محبط يعطي دلالة على أننا ما زلنا نسير بعشوائية وعمل «مشي حالك» ما زال يحضر بقوة... وفي الوقت الذي يحدث فيه البيات الصيفي لدينا، كانت هناك بطولات أولمبية تقام في إحدى الدول المجاورة في ملاعب أكاديميات على طراز عالمي رفيع المستوى، يبدو أن مشاهدة أمثاله لدينا من الأحلام التي لا يمكن أن تتحقق في ظل ما نرى من سلبيات بدائية في ملاعب عادية لا تحكي واقعنا الاقتصادي أبداً. نحن لا نطالب بملاعب عالمية كما في الدول الأوروبية، فقط نريد محاكاة جيراننا فيما يفعلون، حتى نستطيع عندما نبدأ أن نقول: فعلاً هذا دوري «زين». [email protected]