بغض النظر عن مبررات إقامة نهائي كأس ولي العهد اليوم في ملعب الشرائع بمكة، وما صاحبها من تقديم التماس، واعتبار ما كان من تاريخ لفريق العاصمة المقدسة (الوحدة) ممثلها الذي تأهل بعد طول غياب عن أجواء البطولات، إلا أن ذلك لا يمنع أنها خطوة إيجابية تسهم في نثر الفرح في المدن السعودية وتشجع الأندية التي لا تقع ضمن المدن الكبيرة على بذل المزيد من الجهد واللعب على النهائي ليحتضن ملعبها المباراة وحتماً ستحضر جماهير ربما لأول مرة تدخل الملعب وتكون لها ذكرى جميلة تبقى محفورة في ذكراها للأبد... لكن هل ملاعبنا المقامة في بعض المدن مهيأة فعلاً لاحتضان نهائي هام وتحت أي مسمى كان؟ أتخيل لو كان الحزم هو المتأهل أو نجران وتم سرد مبررات ربما أشد إقناعاً مما قاله رجال الوحدة للمسؤولين ليقام نهائي الكأس في مكة... هل سيتم التماشي مع تلك الرغبات ونرى النهائي يقام في ملعب الحزم أو في الأخدود؟ الحقيقة تقول إن ملاعب الأندية في بعض دول الخليج لا تقارن بملاعبنا المنشأة من قبل الرئاسة والبون شاسع بين الاثنين... ملاعبنا للأسف لا تعكس الواقع الذي يجب أن تكون عليه في ظل ما يرصد لها من ميزانيات ضخمة، بل ولا تتوافق مع ما يبذل من جهود للنهوض بكرة القدم شكلاً أو مضموناً. يكفي أن تستمتع لمعاناة الجماهير التي تحضر أي مباراة مهمة كانت أو دورية في ملعب كبير أو صغير لتدرك أننا لازلنا بدائيين جداً في مجال خدمات الملاعب سواء من قبل الأمن الذي يتولى الإشراف على الدخول إلى الملعب فضلاً عن التنظيم الداخلي في المدرجات، وما يصاحب ذلك أحياناً من استفزازات وتصرفات لا تليق. أو من قبل من يتولى تموين الملاعب، وفي هذه فقط نخجل مما نرى من سوء ما يتم عرضه وبيعه من مأكولات ومشروبات تفتقر لأبسط حقوق الإنسان الذي يبحث عن المتعة والراحة، فلا يجد إلا التعب والمعاناة، فيخرج وهو يتضور جوعاً، ولا يكاد يبلع ريقه عطشاً إلا ان كان سيرضى بقارورة ماء مفتوحة الغطاء لأنه يخشى أن يستخدم غطاءها في رجم من في الملعب عندما لا يروق له (حكم أو لاعب)، وفي هذه بالذات تفوق ملعب مدينة الملك عبدالعزيز الرياضية في بريدة. لتقام النهائيات في أي ملعب كان بشرط أن يعطي هذا الملعب صورة مشرقة عنا، وأن يكون مهيئاً فعلاً لبقاء الجماهير ليس على مقاعد مريحة فقط، بل للمتعة بالكرة ونجومها مقرونة بخدمات راقية تحترم آدميتهم. [email protected]