واصل الجيش المقدوني عملياته العسكرية لطرد المقاتلين الألبان من القرى الشمالية التي يسيطرون عليها واستعاد قريتين مهمتين. وفي حين تفاقمت معاناة المدنيين، ازدادت الصراعات داخل الائتلاف الحكومي ما يهدد بانهياره. استأنف الجيش المقدوني امس قصفه المكثّف على البلدات الثماني التي لا يزال المقاتلون الألبان يسيطرون عليها، خصوصاً على قرية سلوبتشاني التي تشكل أحد المعاقل الرئيسة للحركة المسلحة الألبانية. وشوهد المئات من سكان هذه القرية يفرّون الى بلدة ليبكوفو القريبة منها، التي لا يشملها القصف الحكومي. وقال احد المقاتلين في اتصال هاتفي مع الصحافيين امس: "لم يعد أحد سوانا في سلوبتشاني، وسيكون في امكاننا الدفاع عن انفسنا". وكانت الحكومة المقدونية حققت نصراً مهماً على المقاتلين الألبان، باستيلائها مساء اول من امس على قرى فاكسينتسي ولوياني ومنطقة رودارسكا كولونيا القريبة منهما، بعد قصف مركّز بالمدفعية والدبابات والمروحيات القتالية، تواصل لأكثر من 30 ساعة قبل اقتحامها بالعربات المصفحة والمشاة. وتواصلت عمليات التمشيط امس من منزل الى آخر داخل القرى، اضافة الى الغابات المحيطة بها. وتحدث الناطق باسم الجيش المقدوني العقيد بلاغوي ماركوفسكي عن العثور على كميات كبيرة من الاسلحة التي "خلّفها الارهابيون بعد فرارهم". وغادر نحو ثلاثة آلاف شخص القرى التي دخلها الجيش المقدوني، وعبر غالبيتهم الحدود الى كوسوفو وجنوب صربيا، ولم يستطع العاملون في منظمات الاغاثة الوصول الى هذه القرى، بسبب القتال العنيف. وقال مسؤول في بعثة اللجنة الدولية للصليب الاحمر: "نريد وقفاً لإطلاق النار، لكن ذلك غير ممكن حتى الآن". وأضاف: "نريد الدخول كي نقوّم الموقف ونتولى عملية اجلاء المصابين". واعترف المقاتلون الألبان بخسارتهم عدداً من القرى والمواقع المهمة، إلا انهم تعهدوا مواصلة المقاومة، وقال احد قادتهم الملقّب ب"شباتي": "ان جيش التحرير الوطني لم يعد موجوداً في فاكسينتسي ولوياني، لكنه يسيطر على مواقع قريبة منهما". ونفى شباتي الاتهامات الحكومية الموجهة الى المقاتلين بأنهم يستخدمون المدنيين الألبان دروعاً بشرية لهم، وطلب من الصليب الاحمر الدولي المساعدة في نقل المدنيين الى اقليم كوسوفو. وقال: "سنكون عندئذ في وضع قتالي افضل بكثير، وسنواصل الحرب وسنوسّع ارضنا". ومع استمرار العمليات العسكرية، طلب الرئىس المقدوني بوريس ترايكوفسكي من الحزبين الألبانيين المشاركين في الائتلاف الحكومي الديموقراطي والرفاه، وقف كل اتصالاتهما مع المقاتلين الألبان او الانسحاب من الائتلاف الحكومي. وكان زعيما الحزبين اربن جعفيري وإيمير اميري، وقّعا ورقة عمل مشتركة في ضواحي بريشتينا عاصمة كوسوفو مع قائد المقاتلين علي أحمدي، وصفتها الحكومة بأنها "خرق لاتفاق الحكومة الائتلافية"، في حين اعتبرها الحزبان الألبانيان "بادرة سلمية". وأثار طلب الرئىس المقدوني مشكلة تهدد بانهيار الحكومة القائمة، خصوصاً اذا تواصلت عمليات الجيش المقدوني ضد المقاتلين التي يعارضها الحزبان الألبانيان.