توقع المراقبون ان يتم اختيار نادي الشباب السعودي افضل فريق آسيوي للشهر الجاري، في ضوء المستوى الرفيع الذي قدمه خلال مشاركته في نهائيات كأس الكؤوس الآسيوية ال11 لكرة القدم التي استضافها اخيراً في مدينة جدة وأحرز لقبها. الشباب او "الليث الابيض" بحسب ما يطلقه عليه انصاره تأسس قبل 54 عاماً وتحديداً عام 1947. واستطاع خلالها ان يتصف مشواره الكروي بعدد من الانجازات، وأن تزين خزانته مجموعة متكاملة من الكؤوس. وعلى رغم ان عقد التسعينات شهد حضوراً قوياً للشباب على الساحات السعودية والخليجية والعربية، واستمر حتى العام الجاري، إلا ان الفريق منذ تأسيسه الأول قدم الكثير من الانجازات اللافتة ضمنت له حفر اسمه بحروف من ذهب في عالم المجنونة "كرة القدم". مشوار الانتصارات بدأ الفريق مشواره مع الالقاب بتحقيقه لبطولة المنطقة الوسطى حيث كان يلعب الدوري بنظام المناطق وذلك عام 1959، اي بعد 12 عاماً من تأسيسه، وكانت تلك البطولة فاتحة خير للفريق للبقاء ضمن الفرق التي تحقق بطولات وإنجازات. وبعد 8 اعوام شارك في بطولة كأس الأمير فهد لشهداء فلسطين واستطاع ان يحقق اللقب عام 1967، ثم كأس الأمير سلمان للبر عام 1977، وبعدها لعب في دوري الدرجة الاولى عام 1981، وحقق درع الدوري وتأهل الى مصاف اندية الدوري الممتاز. واستمر في صفوفه حتى عام 1988 عندما حقق بطولة كأس الاتحاد السعودي وحافظ عليه في الموسم التالي. عام 1991 هو بداية العصر الذهبي للكرة الشبابية التي شهدت مولد نجوم كبار امثال فؤاد انور وسعيد العويران وصالح الداود وفهد المهلل وسالم سرور، وتمكن هؤلاء من تأكيد حضورهم في الساحة الكروية السعودية، فكانت البداية الفعلية للانجازات احراز بطولة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين التي استطاع نجوم الشباب تحقيقها ثلاثة مواسم متتالية كإنجاز غير مسبوق واحتفظوا بكأسها الى الابد داخل البيت الشبابي. وفي عام 1993 حقق الشباب كأس ولي العهد، ليجمع بالتالي لقبي البطولات السعودية في موسم واحد، كما بدأ عامذاك اول رحلاته نحو الانجازات الخارجية، وافتتحها بطولة اندية التعاون الخليجي العاشرة للاندية ابطال الدوري التي نظمها في الرياض، ثم حقق لقب مسابقة كأس الكؤوس العربية في الدوحة. وكرر الشباب انجازهم الخارجي عام 1994 بدفاعهم عن لقبهم الخليجي واحتفاظهم به للمرة الثانية على التوالي. وفي عام 1996 حقق الشباب كأس النخبة العربية التي تجمع البطل والوصيف في مسابقتي ابطال الدوري والكؤوس، اضافة الى بطولة كأس ولي العهد السعودي، ليعود بعد ثلاثة اعوام 1999 ويحقق اللقب ذاته ويضم الكأس الى الكؤوس الغالية التي يحتفظ بها النادي في مقره. واستطاع الفريق ان يحقق كأس بطولة الأمير فيصل بن فهد الخامسة عشرة للأندية العربية ابطال الدوري في موسم 1999 - 2000 التي اجريت في القاهرة، وبطولة النخبة العربية العام الماضي التي نظمت في عمان. وهذا الموسم، رفض الشبابيون ان يتركوه من دون بصمة تدل الى وجودهم، فحققوا كأس الكؤوس الآسيوية. قاعدة قوية والشيء المؤكد ان الانجازات لا تتحقق اذا لم تكون هناك إدارة واعية تهتم بالقاعدة الكروية، لأنها الغرس الذي يعطي ثماره في المستقبل... وهذا الاهتمام ظهر من خلال لغة الارقام والبطولات، اذ ان فرق القاعدة تركت لنفسها مساحة من التألق. وأحرز الشباب بطولة المملكة لفئة الشباب عام 1995، كما حقق بطولة الدوري الممتاز لدرجة الناشئين في مواسم 1999 و2000 و2001. وفي بداية السنة الجارية، حقق الفريق كأس اندية التعاون الخليجي للناشئين، التي اجريت في البحرين. اولويات شبابية الشباب اول نادٍ سعودي يحقق كأس دوري خادم الحرمين الشريفين بعد تغير نظام المسابقة ثلاث مرات متتالية، كما انه اول نادٍ يحقق اربعة بطولات كبرى خلال موسم واحد 1992 - 1993 وهي: بطولة اندية التعاون الخليجي وبطولة الاندية العربية وكأس ولي العهد وكأس دوري خادم الحرمين الشريفين. وهو اول نادٍ يحقق بطولة من دون هزيمة او تعادل، ولم يلج مرماه اي هدف في بطولة اندية التعاون الخليجي العاشرة عام 1993. كما ان الشباب هو اول نادٍ يحقق بطولة النخبة العربية عام 1996. واحتل المركز ال19 على مستوى العالم من حيث امداد المنتخبات الوطنية باللاعبين، في موسم 1993 - 1994. واختير افضل نادٍ عربي عام 1993 في الاستفتاء الكبير الذي اجرته "الحياة". نجوم كبار جداً ويعتبر الشباب النادي النموذجي الذي قدم نخبة من ابرز النجوم الدوليين الذين خدموا الكرة السعودية. فلا احد ينسى عملاق الدفاع ابراهيم تحسين ولا نجم المنتخب نايف مرزوق أو الهدّاف خالد المعجل، مروراً بأبرز لاعب عربي في كأس العالم 1994 سعيد العويران صاحب الهدف الشهير في مرمى بلجيكا. وقائد المنتخب فؤاد انور، والهدّاف فهد المهلل والمدافع الصلب صالح الداود ولاعب المجهود الكبير سالم سرور، وصولاً الى ثالث هدّافي كأس القارات مرزوق العتيبي والدولي عبدالله الواكد ونجم المستقبل عبدالله الشيحان. ولا يزال البيت الشبابي كريماً على الكرتين السعودية والعربية بالمواهب التي ستحفر اسمها بالذهب في سماء البطولات والمسابقات.