قررت روسيا نقل وحداتها المرابطة في داغستان الى عمق الأراضي الشيشانية بعدما كانت أعلنت البدء في سحب قواتها من منطقة النزاع، فيما وافقت جورجيا على مشاركة الوحدات الروسية في عمليات ضد مسلحين شيشانيين داخل الأراضي الجورجية. وقام الجنرال غينادي تروشيف قائد قوات شمال القوقاز والمكلف قيادة المجموعة الروسية في الشيشان بجولة في المناطق الداغستانية المحاذية للحدود. والتقى بالسكان المحليين الذين أعربوا عن سخطهم لمصرع صبي في الثامنة، وجرح جده وجدته، حينما أصاب صاروخ أطلقته طائرة مروحية سيارة كانوا يستقلونها. وأكد التحقيق الرسمي ان هناك شهوداً على الحادث، لكن تروشيف نفى أن تكون اي طائرة مروحية حلقت في وقت الحادث، واعتبر ما جرى "استفزازاً" دبره رجال المقاومة الشيشانية، كما حمّلهم مسؤولية انتهاكات أخرى وقعت في الأراضي الداغستانية. وفي ضوء ذلك، قرر تروشيف نقل الوحدات المرابطة في داغستان الى العمق الشيشاني. وقال إن هذا "قرار رسمي". ويناقض ذلك إعلان الرئيس فلاديمير بوتين عن الشروع في سحب القوات الروسية والذي كان توقف بعد سلسلة عمليات قام بها الشيشانيون. وعلى الصعيد الميداني، ذكرت القيادة الروسية ان ستة مسلحين قتلوا أثناء "عملية خاصة"، فيما استأنفت طائرات "سوخوي 25" الغارات على ما وصفت بأنه قواعد عسكرية للمقاتلين. وللمرة الأولى، ستقوم القوات الروسية بتعقب الشيشانيين في أراضي دولة اخرى، إذ أعلن وزير الداخلية الجورجي كاخا تارغامادزه انه اتفق مع نظيره الروسي بوريس غريزلوف على القيام بعمليات مشتركة للوزارتين في أراضي جورجيا. وكانت روسيا اتهمت الجورجيين بإيواء اعداد كبيرة من المسلحين الشيشانيين في وادي بانكي الحدودي. ووزع الكرملين تسجيلاً لحديث بين القائد الميداني الراديكالي شامل باساييف مع عدد من انصاره في جورجيا يطلب فيه الإسراع في نقل أسلحة وأفراد عبر الحدود. وذكر الوزير الجورجي ان موسكو وتبليسي اتفقتا على تشكيل فريق خاص للتحقق من المعلومات المذكورة. واعترف بوجود "وضع متميز" في وادي بانكي، لكنه قال إن ما ينشر "هو مواد مضللة تلحق ضرراً" بالعلاقات الثنائية. وللمرة الأولى أيضاً، اعترف تارغامادزه بوجود مسلحين شيشانيين في وادي بانكي ولكنه قال إن هناك "مبالغة" في عددهم. وفي الوقت نفسه، أصدرت وزارة الخارجية الجورجية بياناً ذكرت فيه ان هناك سبعة آلاف لاجئ شيشاني في جورجيا. وأكدت انهم "اضطروا الى الهجرة بسبب الحرب" وأن إيواءهم تم لأغراض إنسانية. ويعني الاتفاق على عمليات مشتركة مع جورجيا ضد الشيشانيين تحقيق مطالب الكرملين الذي كان مارس ضغوطاً على الدول المجاورة لإغلاق الحدود في وجه المسلحين الشيشانيين ومنع تسلل الأفراد ونقل الأسلحة والإمدادات. وكانت أذربيجان استجابت لمطالب روسيا، ولكن جورجيا ظلت فترة طويلة تصر على إنكار وجود قواعد للشيشانيين في أراضيها. وفي حال إغلاق المنفذ الجورجي، يتوقع المراقبون ان يواجه رجال المقاومة صعوبة في التحرك والحصول على إمدادات.