مني الروس بسلسلة انتكاسات في هجومهم على المقاتلين الاسلاميين الذين يتحصنون في قرى على الحدود الدغاستانية - الشيشانية التي زارها القادة البارزون للاسلاميين لتفقد سير العمليات. وردت أنباء متناقضة عن الاشتباكات في جمهورية داغستان القوقازية فقد أكدت مصادر امنية في الجمهورية ان "متمردين اسلاميين" دمروا اربع هليكوبترات روسية، فيما نفت موسكو اصابة أي من وحداتها الجوية. وسيطر المقاتلون الذين تصفهم موسكو ب"السلفيين" على عدد من البلدات في القطاع الغربي من داغستان وحاصروا بلدة بوطليخ وهي مركز اداري مهم. وعجزت القوات الفيديرالية التي استخدمت المدفعية والصواريخ عن ارغام المتمردين على الانسحاب. ونقلت صحيفة "فريميا" عن مصادر في وزارة الداخلية الروسية ان المقاتلين الاسلاميين يستخدمون اسلحة ثقيلة وصواريخ مضادة للدروع والطائرات. واعترفت الوزارة بأن المقاتلين اسروا زهاء 400 من رجال الشرطة الداغستانية وان عدداً من هؤلاء قرر الانضمام الى "قوات الثورة الاسلامية" بهدف انشاء "دولة اسلامية على أرض داغستان المستقلة". ووصل الى منطقة المعارك امس القائد الميداني الشيشاني المعروف شامل باسايف يرافقه الأردني "حطاب" وأحد قادة "مجلس الشورى" الداغستاني عيسى عمروف. وأكد باسايف الذي يرأس ما يعرف ب"مجلس مسلمي الشيشان وداغستان" انه يقوم ب"جولة تفقدية" ورفض الرد على اسئلة الصحافيين عما اذا كان ينوي البقاء في داغستان. واعتبر توتر الوضع في داغستان واحداً من اسباب اقالة حكومة سيرغي ستيباشين الذي كان قطع أول من أمس جولته في روسيا وتوجه الى داغستان في محاولة لاحتواء الازمة. وشدد خلفه رئيس الوزراء المكلف فلاديمير بوتين على ان كل الاجراءات التي وضعها ستيباشين سوف تنفذ. إلا أن القيادة الداغستانية ابدت استغرابها لقرار اقالة الحكومة واتهمت موسكو ب"التباطؤ" في مواجهة المقاتلين وبانخفاض مستوى قيادة العمليات. وحملت القيادات العسكرية الفيديرالية مسؤولية خطأ أدى الى مقتل اربعة من رجال الشرطة المحليين وإصابة 17 آخرين بجروح بعدما اصابهم صاروخ اطلقته مروحية روسية. وأعلنت السلطات الداغستانية بدء تسجيل المتطوعين في "فصائل الدفاع" ووزعت عليهم الاسلحة الخفيفة. وأفادت انباء ان 40 مقاتلاً اسلامياً قتلوا برصاص الروس في داغستان امس.