سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الرئيس الفلسطيني يجري اليوم محادثات مع شيراك وجوسبان ويزور موسكو الاسبوع المقبل . باريس ستوصي عرفات بإعلان استعداده لوقف "العنف" شرط وقف اسرائيل الاستيطان
يجري الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات محادثات اليوم مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك الذي يلتقيه حول عشاء عمل في قصر الاليزيه، يسبقه لقاء يعقده عرفات مع رئيس الحكومة الفرنسي ليونيل جوسبان في قصر ماتينيون. وقال مصدر فرنسي مطلع ان فرنسا ستحاول اقناع عرفات ببذل جهده لتبني موقف واضح يعلن فيه عن قناعته بأن العنف لن يحل الأزمة، وأنه ينبغي معاودة المفاوضات، وأنه مستعد لوقف العنف لكنه يحتاج لمبادرة حقيقية من الجانب الاسرائيلي تتمثل في اعلان الحكومة الاسرائيلية عن وقف الاستيطان. وترى الأوساط الفرنسية انه ينبغي على عرفات استغلال الظرف الحالي الذي تظهر فيه استطلاعات الرأي في اسرائيل ان 60 في المئة من الرأي العام بات يؤيد تجميد الاستيطان شرط ان يوافق عرفات على وقف العنف. ولذا يعتبر الجانب الفرنسي ان من الضروري لعرفات ان يغتنم هذه الفرصة ليجعل موقف شارون معزولاً في اسرائيل. وسينصح الجانب الفرنسي عرفات بأن يعلن انه لا يزال مقتنعاً، بالسلام وبإمكان تحقيقه، ولكن سياسة الحكومة الاسرائيلية وتحديداً استمرار الاستيطان، لا تساعد على ذلك. ويعتبر الجانب الفرنسي ان من المهم لعرفات ان يعلن في باريس، عن تعهد بوقف العنف وبذل ما في وسعه لتهدئة الأوضاع، اذا بادرت اسرائيل الى التحرك والاعلان عن وقف الاستيطان. وقال مصدر فرنسي مطلع ان على عرفات التحرك لزعزعة شارون، وان هذا يتم أولاً عبر تطور الرأي العام الاسرائيلي داخلياً ضد الاستيطان وضد سياسة شارون، وثانياً بضغوط خارجية في طليعتها ضغوط اميركية. اضاف ان فرنسا لا تطلب من عرفات التنازل والموافقة على الموقف الاسرائيلي الذي يدعو الى وقف العنف أولاً من ثم الانتقال للحديث عن وقف الاستيطان، وان ما تقترحه على عرفات هو أن يكون خطابه في هذه المسألة أكثر وضوحاً، وان يعلن ان السلام يبقى هدفه وأنه لا يمكن أن يقوم بدور نشط لوقف العنف الا مقابل مبادرات تقدم عليها اسرائيل. اما بالنسبة الى وضع حد للتصعيد فترى الاوساط الفرنسية ان هناك حالياً طرحين، الاسرائيلي الذي يقول اوقفوا العنف اولاً وبعد ذلك يكون الحديث عن الاستيطان، والفلسطيني الذي يعتبر انه ينبغي مقايضة وقف العنف باعلان الحكومة الاسرائيلية عن وقف الاستيطان. وتشير الاوساط الى انه ينبغي ايجاد صيغة للتوفيق بين الطرحين، وان هذه التسوية قد تكون التوصل الى اتفاق على تحديد اجراءات لوقف العنف والالتزام بها لمدة 15 يوماً أو 20 يوم على ان تعلن الحكومة الاسرائيلية تجميد الاستيطان. وتضيف ان الجانب الفلسطيني سيطالب في مثل هذه الحالة بضمانات، وهنا سيكون على الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة تقديم هذه الضمانات. وعن طبيعة هذه الضمانات ذكرت الاوساط انه في حال لم تتبع وقف العنف مبادرة اسرائيلية لوقف الاستيطان، سيكون باستطاعة الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة ان يعلنا ان الجانب الاسرائيلي لم يلتزم ما تم الاتفاق عليه. الى ذلك، قرر الرئيس الفلسطيني تقديم موعد زيارته الى موسكو الى الاسبوع المقبل للقاء الرئيس فلاديمير بوتين الذي لمح أمس الى احتمال صدور "قرار مهم" يتعلق بالتسوية في الشرق الأوسط. وقال السفير الفلسطيني الدكتور خيري العريدي ل"الحياة" ان الروس كانوا اقترحوا ان تجري الزيارة في التاسع من حزيران يونيو الا ان الجانب الفلسطيني اقترح تقديم الموعد "نظراً الى الأوضاع الصعبة والخطيرة" في المنطقة. ومن المنتظر أن يصل عرفات الى موسكو مساء الثلثاء المقبل أو صباح الاربعاء ويلتقي فور وصوله بوتين ويجري محادثات مع وزير الخارجية ايغور ايفانوف.