مانيلا - أ ب، أ ف ب - عاشت مانيلا استنفاراً أمنياً أعلنته السلطات لسحق "محاولة انقلابية" لأنصار الرئيس الفيليبيني المعزول جوزيف استرادا، الذي ابعِد إلى خارج العاصمة، فيما توقعت قيادة الجيش مزيداً من المحاولات لاعادته الى الحكم، معترفة باحتمال نجاحه في شراء تأييد له في صفوف بعض الضباط. وأتاح اعلان "حال عصيان" شن حملة اعتقالات ضد مناهضي الرئيسة الفيليبينية غلوريا ماكاباغال ارويو، وبينهم مشرعون وديبلوماسيون وعسكريون يعتقد انهم وراء تحريض آلاف المتظاهرين على محاولة اقتحام القصر الرئاسي، تمهيداً لتلاوة بيان يعلن فيه استرادا استعادته الرئاسة. واتهمت ارويو بالسعي الى اقامة نظام عسكري، يعمد إلى اطلاقه من السجن وتبرئته من قضايا الفساد المتهم بها. وأكدت في حديث الى شبكة "سي. إن. إن" أمس، ان "حال العصيان" التي تعني السماح باعتقالات من دون مذكرات اتهام، ستستمر الى حين عودة الأوضاع إلى طبيعتها. وأكد الجيش دعمه الكامل لأرويو، مشيراً إلى أن "بعض حلفاء استرادا حاول إعادة تجنيد بعض الضباط". وقال رئيس الأركان الجنرال ديوميديو فيلانويفا إن التأييد لأنصار استرادا داخل المؤسسة العسكرية "ربما يقتصر على خلية في الاحتياط"، معرباً عن اعتقاده ان "الهجوم على القصر الرئاسي قد لا يكون سوى مرحلة من محاولاتهم استعادة السلطة". وعمدت أجهزة الأمن إلى التحقيق مع عدد من الموقوفين وبينهم قائد سابق للشرطة وعضوان في مجلس الشيوخ وديبلوماسيون وعسكريون، في ملابسات هجوم ثمانية آلاف من انصار استرادا على قصر مالاكانانغ الرئاسي فجراً، فيما اعلنت قيادة الجيش ان مجموعة من ضباط الاحتياط قد تكون متورطة بمحاولة الانقلاب. جاء ذلك بعد سقوط ثلاثة قتلى بينهم شرطيان وعشرات الجرحى، عندما حاول متظاهرون السيطرة على حرس القصر الرئاسي والاستيلاء عليه. وكشفت الرئيسة "مشروع بيان" اعده استرادا مسبقاً لإعلان استعادته الحكم، فيما حض نجله أنصار والده على الهدوء، لكنه أكد في مكالمة هاتفية بثتها اذاعات، ان تحركهم يهدف إلى حماية الدستور الذي "انتهك باستيلاء ارويو على الرئاسة". ونقل الرئيس المعزول برفقة نجله من مستشفى، حيث كان يخضع لفحوص، إلى مركز اعتقال خارج العاصمة، في انتظار مثولهما أمام القضاء بتهمة الفساد.