مانيلا - أ ف ب، رويترز - بات حكم الرئيس الفيليبيني جوزف استرادا على حافة الانهيار، بعدما سحبت معظم القوى والشخصيات السياسية والعسكرية والدينية تأييدها له، رافضة عرضه التنحي اثر انتخابات رئاسية مبكرة. وأفيد ان طائرتين وضعتا في تصرفه لنقله وعائلته من مانيلا الى سان فرانسيسكو في الولاياتالمتحدة، فيما شارك نصف مليون شخص في مهرجان حاشد ضد استرادا الذي بات يستعد لأن يصبح ثاني رئيس فيليبيني ينهار حكمه بعد فرديناند ماركوس. وطلب الرئيس الفيليبيني من مجلس الشيوخ امس، ان يوافق على اجراء انتخابات رئاسية مبكرة في ايار مايو المقبل، مشيراً الى انه لن يترشح فيها، وذلك حلاً للمأزق الذي وجد نفسه فيه بعد سحب معظم القوى تأييدها له. وسارعت المعارضة الى رفض هذا الاقتراح وطالبت استرادا بالاستقالة فوراً وتسليم الرئاسة الى نائبه غلوريا ماكاباغال اوريو. واتهمت الرئيس 63 عاماً الذي تخلى عنه العسكريون وعدد من وزرائه، بمحاولة كسب الوقت برفضه الاستقالة. وانضم كبار رموز الدولة الى مهرجان حاشد للمعارضة، هتف المشاركون فيه شعارات تطالب استرادا بالاستقالة فوراً. وكان استرادا الممثل السينمائي السابق، انتخب رئيساً في 1998 لولاية من ست سنوات. واتهم في تشرين الاول اكتوبر الماضي بالفساد وواجه مذكرة لبدء اجراءات اقالته صوّت عليها مجلس النواب ممهداً الطريق لمحاكمته امام مجلس الشيوخ. لكن زاد من استفحال الازمة، قرار وقف هذه المحاكمة الاربعاء، وتأجيلها الى اجل غير مسمى، اثر رفض مجلس الشيوخ النظر في حساباته المالية، ثم تقديم احد عشر مدعياً عاماً استقالة جماعية. وأعلن قائد القوات المسلحة الجنرال انخيلو رييس ان الجيش قرر سحب دعمه للرئيس وبات يساند خليفته الدستورية نائب الرئيس. ودعا رييس الى السماح لاسترادا بترك الرئاسة بكرامة. وقال: "نود ان نطلب البدء في عملية المعالجة وان نسمح للرئيس وافراد عائلته بالخروج بكرامة". كما فقد استرادا آخر تأييد عسكري له، عندما سحب قائد الشرطة بانفيلو لاسون، حليف استرادا الحميم، دعمه للرئيس. وقال في مؤتمر صحافي: "اننا نعلن رسمياً سحب تأييدنا للقائد الاعلى الرئيس جوزيف استرادا". وأضاف: "قلت له انني آسف ولكنني تحدثت مع ضباط كبار وتوصلنا الى قرار بالاجماع". وظهر وزير الدفاع اورلاندو ميركادو مع رييس ومسؤولين آخرين، فجأة، في مهرجان المعارضة حيث استقبلوا بهتافات ترحيب. وكان كبار رجال الدين دعوا الى الانضمام الى المهرجان خارج كنيسة على طريق ايدسا الرئيسي في العاصمة مانيلا. وفي خطاب تلفزيوني، تفادى استرادا الاشارة الى مطالب نصف مليون محتج في شوارع مانيلا باستقالته. وقال: "انني حزين لأن تصل الامور الى هذه المرحلة. ومن اجل السلام، ادعو الكونغرس الى الدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة تتزامن مع انتخابات الكونغرس في ايار مايو المقبل. ولن اشارك في هذه الانتخابات وسأسلم الرئاسة الى اي شخص ينتخب". وفي الوقت نفسه، صرح محافظ البنك المركزي رافائيل بيونافينتورا بأن استرادا ومستشاريه يناقشون "انتقالاً سلمياً" للسلطة. وأضاف انه التقى الرئيس وأبلغه ضرورة ان يفكر في خياراته لأن معاناة النظام المصرفي ستزداد اذا لم تسوَ الازمة السياسية. وقال لاذاعة "دي زد ام ام" المحلية: "ابلغته ان تفكر في خياراتك للحفاظ على النظام المصرفي. ومن ثم قال انني افهم. وأتمنى ان يكون لدينا انتقال سلمي". وقال انه لا يعرف ما اذا كان استرادا سيغادر البلاد. وأضاف: "لم انصحه الا بدراسة خياراته. فالبلاد عانت ما فيه الكفاية". وأكد مساعد وزير المال ان ليونور برايونس وزير الخزانة وفيليب ميدالا وزير التخطيط الاقتصادي الاجتماعي استقالا ايضاً. وفي وقت انتشرت مصفحات الجيش لحماية القصر الرئاسي واستدعيت تعزيزات عسكرية من الجنوب لحفظ الامن في العاصمة، افادت مصادر في المطار ان طائرتين من طراز "اير باص" كانتا في انتظار الرئيس وعائلته ومساعديه في مطار مانيلا لنقلهم الى سان فرانسيسكو.