قطع قصي صدام حسين نصف الطريق إلى خلافة والده، إذ انتخب عضواً في القيادة القطرية لحزب "البعث" الحاكم، خلال المؤتمر القطري الثاني عشر الذي أعاد صدام أميناً للسر وعزت الدوري نائباً، فيما خرجت وجوه من القيادة أبرزها محمد حمزة الزبيدي ودخلت أخرى جديدة، بينها الدكتورة هدى صالح مهدي عماش، ابنة أحد قادة انقلاب 17 تموز يوليو 1968، الذي حمل "البعث" إلى السلطة في العراق. راجع ص وكان التلفزيون العراقي قطع برامجه ليل أول من أمس ليبث خبر انعقاد المؤتمر القطري الثاني عشر، فيما الأنظار كانت موجهة الى نجلي الرئيس، عدي وقصي اللذين حضرا المؤتمر بوصفهما من المرشحين لقيادته القطرية، إذ أن عدي عضو مكتب الطلاب والشباب، وقصي عضو المكتب العسكري. وفيما جدد "البعث" رئاسته لصدام، الذي كان ألقى خطاباً تضمن 17 وصية لأعضاء القيادة أبرزها "التزام خط النضال والمبادئ"، جدد المؤتمر لعزت الدوري وطه ياسين رمضان وطارق عزيز وعلي حسن المجيد ومزيان خضر هادي ولطيف نصيف جاسم ومحمد زمام عبدالرزاق وعبدالباقي عبدالكريم السعدون وسمير عبدالعزيز النجم وعادل عبدالله وعزيز صالح النومان. وفشل برزان التكريتي في نيل الأصوات المطلوبة لانتخابه. وانتخب المؤتمر قياديين جدداً هم قصي صدام حسين، يحيى عبدالله العبودي، عكلة عبد صكر، رشيد طعان كاظم، فاضل محمود غريب، محسن خضر الخفاجي وهدى صالح مهدي عماش. وبين أبرز الذين خرجوا من قيادة "البعث" محمد حمزة الزبيدي الذي اسند اليه صدام رئاسة الوزراء عام 1992 وقيادة منطقة الفرات الأوسط العسكرية. بعد قرار الرئيس تقسيم العراق أربع مناطق عسكرية، اثر عملية "ثعلب الصحراء" الأميركية - البريطانية أواخر 1998. كما خرج كامل ياسين أحد أقرباء صدام ومحمد يونس الأحمد مسؤول تنظيمات نينوى ودهوك، فيما تأكد إبعاد الدكتور سعدون حمادي رئيس المجلس الوطني البرلمان عن قيادة "البعث"، وعدم تمكنه من استعادة موقعه الذي فقده في المؤتمر القطري عام 1991، مما يرجح ان خطوة عدي المقبلة ستكون القفز إلى رئاسة المجلس وإبعاد حمادي، بعدما حسم صدام موضوع خلافته، ليستقر أخيراً على قصي، إذ دفع به إلى أعلى هيئة قيادية في "البعث الحاكم"، وبذلك تصبح الطريق سالكة إلى منصب رئىس الجمهورية. أبرز الخاسرين وأكدت مصادر عراقية موثوق بها ان المؤتمر القطري الثاني عشر عقد على عجل، بأوامر من صدام، واقتصر على جلسة واحدة من دون بيان يناقش فيه أعضاء المؤتمر قضايا سياسية وتنظيمية واقتصادية واجتماعية وفكرية، كما جرت العادة في المؤتمرات القطرية ل"البعث". وأشارت إلى ان عامل "الأمن الشخصي" لصدام والخلاف على عضوية القيادة القطرية بين عدي وقصي ساهما في اختصار المؤتمر، الذي اغفل انتخاب "اعضاء احتياط" للقيادة كما هو معتاد. وبين أبرز الخاسرين في المؤتمر، برزان التكريتي الأخ غير الشقيق لصدام، والذي أفادت المصادر أنه رشح لعضوية القيادة وفشل في نيل الأصوات المطلوبة لانتخابه. ومما زاد خسارته موقعه، خروج زوج شقيقته كامل ياسين من القيادة القطرية. وأظهرت صور وقائع المؤتمر التي عرضها التلفزيون العراقي جلوس عدي في مكان بعيد عن قصي، الذي ما لبث ان جلس بجانبه بعد اعلان النتائج. بغداد - بيروت على صعيد آخر أ ف ب، أعلن نائب رئيس الوزراء العراقي وزير الخارجية بالوكالة طارق عزيز ان نائب الرئيس طه ياسين رمضان تلقى دعوة رسمية من رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري لزيارة لبنان، من أجل البحث في تطوير العلاقات بين البلدين. وقال طارق عزيز في حديث إلى أعضاء "المؤتمر القومي العربي" بثته قناة العراق الفضائية ليل الخميس، إنه تلقى "رسالة من السفارة العراقية في بيروت تفيد أن رئيس الوزراء رفيق الحريري وجه دعوة إلى السيد نائب رئيس الجمهورية طه ياسين رمضان لزيارة لبنان، وإذا كان القصد من تطوير العلاقات العراقية - اللبنانية هو خدمة القضايا العربية والتعاون العربي، فنحن لا نعارض". يذكر أن السفارة العراقية في بيروت التي اغلقت عام 1994 عاودت فتح أبوابها في آذار مارس الماضي، بعدما قرر لبنان استئناف علاقاته الديبلوماسية مع بغداد.