عاد مناخ الاحتقان بين الحكومة المصرية وجماعة "الإخوان المسلمين" عشية انتخابات مجلس الشورى التي ستبدأ مرحلتها الأولى اليوم الى مستوى، ذكّر بالصدام الذي وقع بينهما في العام 1995. إذ اسفرت ثلاث حملات شنتها قوات الأمن أمس على قادة الجماعة وعناصرها عن توقيف 45 شخصاً بينهم 36 اعتقلوا دفعة واحدة اثناء وجودهم في منزل احدهم في محافظة أسيوط وسط الصعيد. واقتادت قوات الأمن المعتقلين الى أحد مقرات الشرطة ثم نقلوا لاحقاً إلى مقر نيابة أمن الدولة في العاصمة حيث بدأت التحقيقات معهم. ومثلت العملية ضربة شديدة للجماعة إذ ضمت لائحة المتهمين عدداً من أبرز قادتها خصوصاً النائب السابق الدكتور محمد حبيب الذي يعتقد بانه واحد من أهم أعضاء مكتب الارشاد أعلى سلطة في الجماعة وهو كان حوكم العام 1995 أمام محكمة عسكرية واطلق العام الماضي بعد 5 سنوات قضاها في سجن طرة. ولوحظ أن أكثر من 20 متهماً من المدرسين والعاملين في مجال التعليم. وتشير ملابسات القضية الى أن السلطات تتجه الى احالتها على القضاء. ونفت مصادر "الإخوان" أن يكون المتهمون اعتقلوا أثناء لقاء تنظيمي، وأكدت أنهم كانوا يحضرون حفلة عُرس، لكن مصادر أمنية أفادت أن جهاز مباحث أمن الدولة رصد نشاط المتهمين خلال الفترة الماضية وقدم المعلومات الى النيابة التي اصدرت إذناً بالقبض عليهم في حال تلبس. وأشارت الى أنه تمت مصادرة وثائق مهمة تتعلق بخطط الجماعة ومحاولات احياء نشاطها واختراق القطاعات الطلابية والشعبية والعمالية لمحاولة تجنيد عناصر جديدة وإثارة الشعب وتأليبه على الحكومة في البلاد. وأوضحت أن وجود عدد كبير من بين المتهمين من العاملين في مجال التدريس يعكس خطط الجماعة في محاولة تجنيد الطلاب. ولم تقف معاناة "الإخوان" أمس عند ما حدث في اسيوط إذ قبض على اربعة من اعضاء الجماعة في محافظة بني سويف اثناء قيامهم بتوزيع مواد دعاية لمرشح الجماعة في انتخابات مجلس الشورى المهندس حمدي زهران، كما تم اعتقال خمسة آخرين في محافظة الدقهلية دهمت الشرطة منازلهم فجراً واقتادتهم الى جهات غير معروفة ولم يعرض التسعة على النيابة حتى مساء أمس.