} رفضت الحكومة المقدونية مطالب المقاتلين الألبان شمال البلاد بتعديل الدستور ووصفتها بأنها "غير واقعية"، فيما أكد ألبان جنوب صربيا، ان المشكلة ستتصاعد في كل الأحوال، اذا دخلت القوات اليوغوسلافية المنطقة العازلة. اعترف وزير الدفاع المقدوني ليوبن باونوفسكي بصعوبة التكهن في تطور الأوضاع شمال مقدونيا "ما دامت هجمات الارهابيين في اتساع والمعارك تتصاعد في استمرار". واعتبر، في تصريح صحافي نشر أمس في سكوبيا، ان قيام حركة البانية مسلحة جنوب صربيا ومقدونيا، وارتباط تنظيماتها العسكرية مع جيش تحرير كوسوفو "مؤشر الى اثارة حرب شاملة لاقامة دولة عرقية في المنطقة". وكانت وسائل الاعلام المقدونية أكدت ان قرية مالينو اضافة الى قريتي بريست وغوشينتسي وضواحيها، بامتداد نحو 6 كيلومترات تحت سيطرة المقاتلين الألبان. ووصف تلفزيون سكوبيا الحكومي أمس مطلب "جيش التحرير الوطني" لألبان مقدونيا "تعديل دستور البلاد الذي ينص على اقامة دولة تتألف من شعبين، الباني ومقدوني" بأنه "مطلب تعجيزي ومرفوض، ويحمل اهدافاً انفصالية وتدميرية ويؤجج المشكلة العرقية في البلقان". وأوضح التلفزيون ان مقدونيا تتألف من خمس اقليات عرقية ذات شأن البان، صرب، اتراك، بوشناق، روم فكيف تكون الحال اذا طلبت كلها، أو قسم منها، مساواتها بما يطالب به الألبان؟! ومعلوم ان البانيا حذرة من التنوع الطائفي والعرقي لسكانها، اذ تحكمها منذ 1990 "ترويكا" من: رئيس جمهورية مسلم ورئيس حكومة مسيحي ارثوذكسي ورئيس برلمان مسيحي كاثوليكي، وتوجد في جنوبها اقلية يونانية كبيرة. صربيا وأفاد المركز الصحافي الصربي في بويانوفاتس أمس أن "هجمات الارهابيين تواصلت في منطقة لوتشاني، وأدت الى احراق عدد من المنازل وجرح مدنيين". وأشار الى ان الحلف الأطلسي "سمح لعدد محدود من عناصر الشرطة الصربية بدخول المنطقة العازلة القريبة من حدود مقدونيا". وجاء ذلك في وقت استؤنفت المفاوضات للتوصل الى اتفاق هدنة جنوب صربيا، باشراف مبعوث الحلف الأطلسي الخاص الى البلقان بيتر فيث وقائد قوات "كفور" الجنرال كارلو كابيجوزو. وأكد المقاتلون الألبان رفضهم التام الخطط التي ترمي الى نشر عناصر من الوحدات الخاصة للشرطة الصربية في البلدات الألبانية الواقعة داخل المنطقة العازلة. وقال رئيس بلدية بريشيفو الألباني رضا حليمي "ان المشكلة، سواء توافرت الهدنة أم لا، ستتصاعد، بدخول القوات الصربية المنطقة العازلة، لأن سكانها من الألبان". من جهة أخرى، نشرت صحيفة "غلاس" الصادرة في بلغراد أمس، تصريحاً لرئيس الحكومة الصربية زوران جينجيتش، تحت عنوان "رعى الأطلسي هذا الطفل، ولما شبّ تمرد عليه" أكد فيه ان لا بد من مواجهة، عاجلاً أم آجلاً، بين قوات كفور والألبان الذين "أخذوا يعضون أناملها".