اصدرت وزارة الخارجية الاميركية بياناً حذرت فيه الأميركيين في الخارج من أنهم قد يكونون هدفاً لأعمال ارهابية تنفذها "مجموعات متطرفة مرتبطة بتنظيم القاعدة"، الذي يرأسه اسامة بن لادن. في الوقت ذاته كشفت مصادر غربية في اسلام آباد ل"الحياة" عن وجود سياسة اميركية جديدة تهدف الى "احتواء خطر بن لادن" عبر فتح "قنوات حسنة" مع حكومة "طالبان" في افغانستان. وأوضح بيان الخارجية الأميركية الذي وصف بأنه "تحذير عالمي"، ان اشخاصاً مرتبطين بأسامة بن لادن "لم يميزوا في السابق بين الأهداف الرسمية والمواطنين"، مشيراً الى ان واشنطن أخذت معلومات "بجدية"، ومؤكداً أن المباني الديبلوماسية والحكومية الأميركية في الخارج وضعت "في حال استنفار مشددة". ودعا البيان الرعايا الأميركيين الى توخي الحذر واتخاذ "خطوات مناسبة لزيادة يقظتهم الأمنية، وخفض تعرضهم الى الخطر". ولم يحدد أي بلد يحتمل أن تستهدف فيه المصالح الأميركية، واشار الى ان التحذير هو نتيجة معلومات حصلت عليها الحكومة الاميركية. وافاد مسؤولون في واشنطن ان التحذير ذو صلة بالمحاكمة الجارية في نيويورك لأربعة أعضاء مفترضين في "شبكة بن لادن" بتهمة المشاركة في تفجير السفارتين الأميركيتين في دار السلام ونيروبي عام 1998. في غضون ذلك، كشفت مصادر ديبلوماسية غربية مطلعة ل"الحياة" عن وجود سياسة اميركية جديدة للتعاطي مع بن لادن، تتمثل في السعي الى "احتواء خطره" من خلال "فتح قنوات حسنة" مع حكومة "طالبان"، واقناعها بمصلحتها في التعامل الايجابي مع مخاوف الغرب. وأوضحت المصادر الوثيقة الصلة بالأوضاع في افغانستان ان هذا "التغير" في الموقف الأميركي يأتي بعد اقتناع بفشل استخدام القوة ضد مواقع "الأفغان العرب" التابعين لأسامة بن لادن في افغانستان، والمنتشرة في شكل يصعب رصده. وأقرت بأن من الصعب على واشنطن ان تغيّر مواقفها بين عشية وضحاها من دون عوامل ممهدة، كالتحدث عن معاناة شعب افغانستان وأزمة المهاجرين والكارثة الانسانية في هذا البلد. لكن مراقبين استبعدوا ان تستجيب "طالبان" هذه الخطوة من دون ثمن، كالاعتراف بها كطرف فاعل في القضية الأفغانية، أو رفع جزئي أو شامل للعقوبات المفروضة عليها بسبب رفضها تسليم بن لادن الى اميركا.