حذرت الادارة الاميركية حكومة حركة "طالبان" من "عواقب وخيمة" على افغانستان إذا شُنت اي هجمات ارهابية مرتبطة باسامة بن لادن الموجود في المناطق الواقعة تحت سيطرتها، وذلك في إشارة واضحة الى احتمال تكرار الهجمات الصاروخية الاميركية التي استهدفت معسكرات تدريب في افغانستان في آب اغسطس الماضي. وجاء التحذير الاميركي خلال اجتماع استغرق ساعة اول من امس بين مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لمكافحة الارهاب السفير مايكل شيهان ورئيس بعثة "طالبان" الى الاممالمتحدة في نيويورك السفير عبدالحكيم مجاهد. واكد مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية ان اكثر من 12 شخصاً لهم علاقة بشبكة اسامة بن لادن الدولية اعتقلوا حديثاً في دولة شرق اوسطية وهم يخططون لشن هجمات ارهابية في وقت ما نهاية السنة. وان ذلك دفع وزارة الخارجية الى اتخاذ إجراءات احتياطية في انحاء العالم تحسباً لهجمات ضد اميركيين في الخارج يمكن ان يكونوا مشاركين في إحتفالات نهاية السنة او في مناسبات دينية. وقال المسؤول نفسه: "لا يزال لدينا الكثير من المعلومات عن هذا التهديد الذي لا يمكننا التحدث عنه لأننا نسعى الى إجهاضه ... نعتقد ان الاشخاص وراء هذا التهديد هم اعضاء في شبكة ابن لادن الارهابية". ولم يؤكد المسؤول ما إذا كان الاشخاص المعتقلون إعضاء في جماعة "القاعدة" التابعة لابن لادن، او اعضاء في مجموعة اخرى تعمل تحت غطاء المنظمة. وقال: "ليس واضحاً إلى اي جماعة ينتمون. فالامر الذي يجعل ابن لادن مصدراً للتهديد في كل العالم هو الجماعات الكثيرة العاملة ضمن شبكته. ولذلك، اجتمع مايكل شيهان في نيويورك امس اول من امس مع ممثل طالبان عبدالحكيم مجاهد. وقال له اننا نُحمل طالبان مسؤولية مباشرة عن اي هجمات ارهابية قد تحصل". ويحرص المسؤولون الاميركيون على عدم كشف اسم الدولة التي جرت فيها عملية اعتقال الاشخاص المرتبطين بابن لادن. وعزا المسؤول الاميركي نفسه هذا الامر الى طبيعة التهديد، والى استمرار التحقيقات في هذا الشأن. وقال: "نحن جادون في شأن إجهاض التهديد الذي يأخذ طابعاً جدياً ايضاً. لذلك نناشد المؤسسات الاعلامية بقوة عدم نشر اي معلومات في هذا الشأن في حال حصلوا علىها". اعتقالات في تركيا وكان اصولي مصري مقيم خارج مصر كشف ان اجهزة الامن التركية تلاحق 6 اسلاميين تعتقد انهم تسللوا الى اراضيها عبر الحدود مع ايران، وان جهاز الامن التركي سعى الى القبض على هؤلاء بزعم انهم يخططون لضرب اهداف اميركية في الاراضي التركية. وتزامن ذلك مع معلومات رددتها مصادر اميركية عن مجموعة من الاصوليين قيل انها تضم 12 شخصاً على صلة بأسامة بن لادن "اعتقلوا في دولة شرق اوسطية" قبل ان يتمكنوا من تنفيذ عمل ارهابي ضد مصالح اميركية. وقال الاصولي المصري الذي تحدث الى "الحياة" في القاهرة عبر الهاتف ان السلطات التركية كانت اعتقلت ظلماً في بداية شهر تشرين الثاني نوفمبر الماضي أصولياً تونسياً هو محرز حمروني بناء على معلومات استخبارية تلقتها من روسيا وايطاليا اثناء محاولته الدخول الى مطار اسطنبول واقتيد الى السجن بتهمة التخطيط لاغتيال وزير الخارجية الايطالي لامبرتو ديني. لكن حمروني لم يخضع لتحقيق بشأن التهم الموجهة اليه ولم يحل الى المحاكمة، واضاف ان قوات الامن التركية اعتقلت في وقت لاحق أربعة عرب من دون أسباب محددة، ثم اعتقلت قبل أيام أصولياً عربياً آخر. واعتبر المصدر أن الاتراك "يسعون الى إرضاء إسرائيل وأميركا والدول الغربية بأي شكل"، ونفى ان يكون للاصوليين العرب الستة المعتقلين او الستة الاخرين الملاحقين اي علاقة بأسامة بن لادن. وكشف ان الملاحقين الستة هم اربعة ايرانيين وجزائريان. واوضح ان الاصولي حمروني كان يقيم بصورة طبيعية في البوسنة واضطر للخروج منها والقي القبض عليه في مطار اسطنبول لمجرد ان احد افراد الشرطة شاهد اصبعاً في يده مبتوراً فاعتبر انه ارهابي. وفي اسلام آباد، قللت مصادر ديبلوماسية مطلعة في تصريحات الى "الحياة" من اهمية التسريبات الاميركية بشأن ما تردد عن اعتقال احد مساعدي اسامة بن لادن "في دولة عربية"، وقالت ان ذلك "لا يعدو حرباً نفسية من اجل تغطية العجز والفشل الاميركيين في القبض على ابن لادن او تفكيك شبكته طوال الفترة الماضية". وكانت سلطات الأمن الباكستانية اعتقلت مساء أمس شاباً اردنياً يحمل الجنسية الاميركية في بيشاور يلقب ب"أبو عائد" وضبطت معه اجهزة كومبيوتر. وذكرت مصادر مطلع ان قوات الأمن الباكستانية دهمت بيت "أبو عائد" وصادرت اجهزة كومبيوتر، لم تستبعد مصادر باكستانية مطلعة ان يكون للأمر علاقة مع شبكة ابن لادن. وربطت مصادر افغانية مطلعة في حديث مع "الحياة" بين ما أشيع في واشنطن عن اعتقال احد مساعدي ابن لادن وبين اعتقال الشاب الأردني "أبو المبتسم" الذي اتهمته "طالبان" بالتجسس على ابن لادن لمصلحة دولة اجنبية، وأوضحت المصادر ان اعتقال "أبو المبتسم" ربما يعود الى معلومات وردت الى "طالبان" عن تورطه في تسريب معلومات عن تحرك شبكة ابن لادن.