عزت مصادر سودانية مطلعة معلومات عن عرض السودان تسليم شخصين يشتبه فيهما في قضية تفجير السفارتين الاميركيتين في نيروبي ودار السلام الى الولاياتالمتحدة، الى صراع بين اجهزة اميركية يرغب بعضها في اعادة العلاقات مع الخرطوم واخرى تعارض ذلك. ونفت المصادر في شدة صحة ما نقلته صحيفة "نيويورك تايمز" امس عن مسؤولين اميركيين وسودانيين في شأن هذه القضية. وأفادت الصحيفة ان الخرطوم عرضت تسليم شخصين يحملان جوازي سفر باكستانيين وصلا الى العاصمة السودانية من نيروبي بعد ايام من تفجير السفارتين. واضافت ان الخرطوم اطلقت الاثنين وسمحت لهما بمواصلة رحلتهما الى باكستان بسبب غضبها اثر الغارة الجوية على مصنع الادوية السوداني. وقالت المصادر السودانية ل"الحياة": "لم يمر في الاراضي السودانية اشخاص بالاوصاف التي تحدثت عنها الصحيفة، ولم يحصل ان عرضت الخرطوم على اميركا تسليم اشخاص". واضافت ان السودان ليس من مصلحته ان يربط اسمه بقضية تفجير السفارتين. ودللت على عدم صحة الرواية بأن السودان لم يكن متعاوناً اصلاً مع واشنطن، وان الولاياتالمتحدة لم تبد رغبة في التعاون "بل كانت تستخدم لهجة تهديد ووعيد لم تكن تصلح لطرح اي مشاريع تعاون". ولاحظت المصادر ان المعلومات التي نشرت بعد مرور عام على احداث نيروبي ودار السلام وما تلاها من قصف لمصنع الادوية السوداني، "تأتي في توقيت يخدم احد امرين: اما المعركة السياسية الداخلية الاميركية، او الخلاف الذي علمت به الخرطوم بين اجهزة اميركية رسمية في شأن سبل التعامل مع الحكم السوداني". واضافت ان "مؤسسات من اجهزة صنع القرار الاميركي ترغب في اعادة العلاقات بين البلدين، في حين يتجه طرف آخر نحو التصعيد والتهديد كما يتضح في قرار الكونغرس الاخير الذي يدعو الى تسليح المتمردين وفرض مناطق محظورة على الطيران السوداني في الجنوب". وفي القاهرة، عزت مصادر اسلامية التضارب في معلومات عن عزم اسامة بن لادن على الرحيل عن افغانستان بعد ضغوط تعرض لها من قادة حركة "طالبان"، الى معلومات "اكيدة" تلقاها زعيم "القاعدة" والاستخبارات الافغانية عن عملية يستعد الاميركيون لتنفيذها ضده. ونفت المصادر التي تحدثت اليها "الحياة" هاتفياً من القاهرة امس في شدة وجود اي خلاف بين ابن لادن ومسؤولي الحركة. وكشفت المصادر ان بعض الاصوليين اقترح على ابن لادن الرحيل الى الجزء الذي تسيطر عليه باكستان من اقليم كشمير حيث الوجود الكثيف لعناصر "الجماعة الاسلامية" الباكستانية التي نظمت الاسبوع الماضي تظاهرة شارك فيها الآلاف منهم حذروا خلالها حكومة نواز شريف من تقديم اي عون للاميركيين لتسهيل عملية اعتقال ابن لادن. واوضحت المصادر ان اقتراح مغادرة ابن لادن افغانستان استند الى الرغبة في تجنيب "طالبان" ضغوطاً اميركية وغربية جديدة وتفادي تعرض المدنيين الافغان لقصف صاروخي آخر. الا ان الاقتراح لم يلق قبولاً بعدما رأى القائمون على تأمين سلامة ابن لادن ورفاقه ان اصطيادهم داخل الاراضي الباكستانية سيكون امراً سهلاً نظراً الى نشاط الاستخبارات الاميركية الواسع هناك.