أعربت مصادر ديبلوماسية في باكستان عن مخاوفها من "ضوء اخضر" اميركي الى روسيا لدعم المعارضة الافغانية في محاولتها ضرب الاستقرار في مناطق سيطرة "طالبان". وتزامن ذلك مع اعلان زعيم الحركة ملا محمد عمر ان المفاوضات مع الولاياتالمتحدة بشأن اسامة بن لادن وصلت الى طريق مسدود بعدما أصرّت واشنطن على تسليم الاخير لمحاكمته. ولفت المراقبون الى دعوة مشتركة روسية - اميركية الى "طالبان" لتسليم ابن لادن، اثر مشاورات في واشنطن اخيراً بين نائبي وزيري الخارجية في البلدين. وطلب الجانبان الاميركي والروسي من "طالبان" ان تتخذ "خطوات ملموسة لوقف نشاط المنظمات الارهابية الدولية" في الأراضي الأفغانية. وشجبا الدعم الذي يقدمه "ارهابيون" يقيمون في افغانستان لمنظمات "متطرفة" تعمل ضد روسياوالولاياتالمتحدة ودول اخرى. وفي المقابل، قال زعيم "طالبان" في بيان اصدره في قندهار مساء امس: "اذا كان موقف الولاياتالمتحدة هو نفسه في المطالبة بتسليم اسامة بن لادن فنحن لا نريد الحوار معها. وهذا وضع خطير للإسلام والمسلمين. ونطلب من الله ان يُشغل الاميركيين بأنفسهم ويصيبهم بالهمّ والغمّ". وتطرق محمد عمر في بيانه امس الى "اتفاق الروس والاميركيين ضد افغانستان المضطهدة ووصمها بالارهاب، ما أعطى الجرأة للشيوعيين المنهزمين"، في اشارة الى مناشدة الزعيم الاوزبكي عبدالرشيد دوستم موسكو اول من امس العودة الى افغانستان لمحاربة "امارة طالبان". وحذر زعيم "طالبان" من ان "ما يجري في طاجيكستان واوزبكستان والشيشان من تدخل روسي غير مشروع، نتيجته معروفة". إلى ذلك اعتبر ناطق باسم "طالبان" ان تسليم ابن لادن الى واشنطن "انتحار للحركة". كما نفى الناطق الرسمي باسمها محمد طيبي في تصريح ل"الحياة" أمس، ما أُشيع عن اقتراحها قيام فريق من منظمة المؤتمر الاسلامي بمراقبة نشاطات ابن لادن. واعتبرت مصادر افغانية مطلعة ان سلسلة الاقتراحات التي تعلن ثم يتم التراجع عنها هي عملية "جس نبض" قبل ايام من فرض عقوبات اقتصادية على "طالبان" نتيجة فشلها في تسليم ابن لادن المطلوب اميركياً في تهمة التورط في تفجير السفارتين الاميركيتين في دار السلام ونيروبي العام الماضي.