} فشلت الدعوات التي وجهتها الحكومة الى المواطنين لضبط النفس، في كبح جماح تظاهراتهم العشوائية، احتجاجاً على الوضع الاقتصادي المتردي. واستقطبت احزاب المعارضة اعداداً من المستائين، واكد زعيم "الفضيلة" رجائي قطان قدرة الحزب على قيادة البلاد واخراجها من الازمة، فيما اتهمت رئيسة الوزراء السابقة تانسو تشيلر الحكومة بالبقاء "للتغطية على الفساد". في خطوة تهدف الى تهدئة الشارع التركي ومحاولة السيطرة على طوفان الغضب الذي اكتسح سائر انحاء البلاد خلال الايام القليلة الماضية، وعد رئىس الوزراء بولند اجاويد بدراسة وضع صغار التجار والحرفيين وأصحاب المصانع خلال اول اجتماع لمجلس الوزراء يعقد هذا الاسبوع. وأشار الى انه يقترح خفض نسبة فوائد قروض هؤلاء التجار في المصارف الحكومية، فيما دعا نائب رئىس الوزراء دولت باهشلي الى ضبط النفس وعدم الانسياق وراء من اسماهم بالذين يحاولون الاستفادة سياسياً من الازمة الاقتصادية وخلق ازمة ثقة بين المواطنين والحكومة. كذلك حذر باهشلي من التشاؤم ودعا الى النظر الى المستقبل بتفاؤل. الا إن هذا التصريحات لم تكن كافية لاطفاء نار الغضب في الشارع، اذ على عكس ما كان متوقعاً، استمرت التظاهرات العشوائية من دون توقف امس وخرج اكثر من الفي تاجر في شوارع اسطنبول وهتفوا منادين بقية الشعب التركي للانضمام اليهم، وطالبوا الحكومة بالاستقالة، قائلين: "كمال درويش عد الى بيتك، وأجاويد الى دار العجزة" معبرين عن استيائهم لاصرار الاخير على رغم تدهور صحته وتقدمه في السن على التمسك بالحكم. من جهة أخرى، نظمت احزاب المعارضة مؤتمرات شعبية، احتشد خلالها ما يقارب ال250 ألف مواطن في اسطنبول للاستماع الى كلمة ألقاها رجائي قطان زعيم حزب الفضيلة الاسلامي والذي اكد قدرة حزبه على قيادة الحكومة والخروج بتركيا من ازمتها سريعاً في حال اعطي هذه الفرصة. فيما ركزت تانسو تشيلر خلال مؤتمر عقدته، على مطالبة الحكومة بمحاسبة الفاسدين من السياسيين. وأكدت ان سبب تمسك الائتلاف الحالي بالحكم "ينبع من خوف زعماء الائتلاف من سقوط ورقة التوت التي تكشف فسادهم وفساد مساعديهم". الى ذلك، ألقت السلطات التركية القبض على إمام مسجد في اسطنبول خرج عن نص خطبة الجمعة التي اعدتها مديرية الشؤون الدينية التابعة لرئاسة الوزراء، وادعى ان ما نزل بتركيا من بلاء انما هو عقاب إلهي على الظلم الذي وقع على المحجبات. ومن المنتظر ان توجه له محكمة أمن الدولة تهمة العمل على إثارة الفتنة الطائفية والعرقية. وعلى الصعيد الاقتصادي، يصل اليوم الى انقره وفد من صندوق النقد الدولي للاضطلاع على البرنامج الاقتصادي الجديد الذي اعده وزير الدولة للاقتصاد كمال درويش والذي يعتمد على الحصول على 6 بلايين دولار من صندوق النقد وستة اخرى من الدول الصناعية الكبرى السبع من اجل الخروج من الازمة. واكد مراقبون ان المؤسسات الاجنبية لن تقدم هذه القروض، الا بعدما تتأكد من اعداد درويش برنامجاً قوياً يشمل اصلاحات سياسية واسعة إضافة الى الاصلاحات الاقتصادية المطلوبة.