أنقرة - "الحياة"، رويترز - توقع مراقبون في أنقرة أمس الاحد ان تفشل مساعي رئيس الوزراء المكلف في تركيا بولند أجاويد في اقناع زعيمة حزب "الطريق القويم" تانسو تشيلر في الانضمام الى تحالف حكومي الى جانب زعيم حزب "الوطن الأم" مسعود يلماز. وجاء ذلك عشية الاجتماع المقرر اليوم بين أجاويد وتشيلر التي تسعى الى "الابتعاد عن ما يلطخ سمعة حزبها" قبل اشهر معدودة من الانتخابات العامة. ونقلت مصادر اعلامية تركية عن تشيلر أنها لا ترى فائدة في النزول عند رغبة اجاويد الدخول في تحالف مع يلماز الذي سقطت حكومته أخيراً في اقتراع برلماني على الثقة بسبب اتهامات بتورطه في علاقة مع المافيا. ومن دون انضمام تشيلر اليه، لن يتمكن أجاويد من تشكيل ائتلاف حكومي قادر على تأمين غالبية كافية للفوز بثقة البرلمان، كونها تتزعم التكتل الثاني في المجلس بعد حزب "الفضيلة" الاسلامي الذي استبعدته مؤسسة الجيش والقوى العلمانية الأخرى عن السلطة. وكانت تشيلر صرحت علناً أول من أمس انها ليست في وارد التحالف مع يلماز، وقالت: "ليكن معلوماً لدى الجميع أننا لسنا مستعدين لدعم أشخاص متورطين في قضايا فساد". وجاء ذلك في أعقاب لقاء أجاويد الذي يتزعم حزب اليسار الديموقراطي التكتل الرابع في البرلمان مع يلماز وإعلانه انه يسعى الى تشكيل ائتلاف حكومي يضم تشيلر. ويحتل حزب اليسار الديموقراطي المرتبة الرابعة في البرلمان 62 مقعداً، ومن التقاليد المتبعة ان يكلف رئيس الدولة رئيس الحزب الذي يحتل أكبر عدد من المقاعد في البرلمان وهو رجائي قطان زعيم حزب الفضيلة الذي يشغر 144 مقعداً من أصل 296. إلا ان ديميريل برر تعيين أجاويد بأنه الوحيد الذي قدم له خطة حكومية جديدة خلال المحادثات التي اجراها مع أهم رؤساء الاحزاب السياسية الاسبوع الماضي. ومعلوم ان الجيش الذي يعتبر نفسه حامي الدستور العلماني يعارض مشاركة الاسلاميين في الحكومة.