في خطوة جديدة تعكس التوجهات الوطنية الطموحة لتعزيز الهوية السعودية، وترسيخها في نفوس الأجيال القادمة، وجّه ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله - وزارة التعليم بإلزام طلاب مدارس المرحلة الثانوية في المؤسسات الحكومية والأهلية بارتداء الزي الوطني السعودي. هذا التوجيه من سموه الكريم امتداداً لتحقيق رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى تعزيز الهوية الوطنية وجعلها جزءًا أصيلًا من الحياة اليومية للأفراد، خاصة النشء؛ من أجل ترسيخ القيم الثقافية الأصيلة، وربط الأجيال بموروثهم الحضاري. ومع تسارع العولمة ودخول التأثيرات الأجنبية، أصبحت أنماط اللباس الغربية شائعة بين الشباب، مما أدى إلى تراجع الزي الوطني في بعض الأوساط، هذا التغيير لم يكن مجرد تحول في الأزياء، بل هو انعكاس للتحولات الثقافية التي شهدها المجتمع، وفي ظل هذا التحدي، يأتي هذا التوجيه كإجراء استباقي للحفاظ على الهوية السعودية من الاندثار، وضمان استمرار تقاليدنا الوطنية في الأجيال القادمة، فالزي الوطني ليس مجرد زي تقليدي، بل هو جزء من تاريخنا وثقافتنا، ورمز يعكس هويتنا الأصيلة، مما يجعله ضرورة للحفاظ على التراث الثقافي أمام التيارات المتغيرة. لطالما كان الزي الوطني السعودي رمزًا للأصالة والانتماء، فهو يحمل في تفاصيله قيمًا ثقافية متجذرة، تعكس هوية السعوديين وعمقهم التاريخي، وليس مجرد لباس يرتديه الفرد، بل هو انعكاس لتاريخه وثقافته وانتمائه، وعندما يصبح الزي السعودي جزءًا من النظام التعليمي، فإنه يسهم في تكريس مفهوم الهوية الوطنية، ويعزز الشعور بالمسؤولية تجاه الموروث الثقافي والاجتماعي، فالأزياء تحمل معاني أعمق من المظهر الخارجي، إذ إنها ترسّخ قيم الفخر والاعتزاز، وتخلق رابطًا قويًا بين الفرد ووطنه، وهو ما يسهم في بناء جيل واعٍ بثقافته وتاريخه. إن إلزام الطلاب بارتداء الزي الوطني داخل المدارس يحقق عدة فوائد تربوية وثقافية، فمن جهة، يعزز الانضباط والالتزام، حيث يصبح الطلاب أكثر وعيًا بأهمية احترام القوانين والأنظمة التي تنظم حياتهم اليومية، ومن جانب آخر، فإن توحيد الزي المدرسي باللباس الوطني يسهم في تقليل الفوارق الاجتماعية بين الطلاب، ويخلق بيئة تعليمية أكثر توازنًا، مما يعزز من روح التعاون والانتماء. علاوة على ذلك يأتي تنفيذ هذا القرار ضمن رؤية مدروسة تهدف إلى تعزيز الوعي لدى الطلاب وأولياء الأمور بأهمية هذه الخطوة وانعكاساتها الإيجابية على المجتمع، كما يسهم في ترسيخ ثقافة الالتزام بالمظهر المدرسي وضوابطه، بما يعكس الهوية الوطنية ويرتبط بالقيم الأخلاقية والسلوكية التي تمثل المجتمع السعودي. ختاماً هذه الخطوة تعكس حرص القيادة على بناء أجيال تعتز بوطنها، وتدرك أن الهوية الوطنية ليست شعارات تردد، بل هي ممارسات يومية تعكس روح الانتماء والتكاتف، وعندما يرتدي الطلاب زيهم الوطني كل صباح، فإنهم لا يرتدون مجرد ملابس، بل يرتدون تاريخهم، إرثهم، وانتماءهم، هذا القرار ليس مجرد تغيير في نمط اللباس، بل هو تأسيس لثقافة مستدامة تحترم الماضي وتبني للمستقبل.