قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إنه على الرغم من أن بريطانيا "خارج الإطار المقبول" فيما يتعلق بالتجارة فإنه يتوقع أنها قد تتمكن من تجنب فرض رسوم جمركية عليها، وأضاف أن هذا الخلل "يمكن التوصل فيه إلى حل". وفرض ترمب رسومًا جمركية بنسب مرتفعة على المكسيكوكندا والصين مطلع الأسبوع وقال إن الأمر "سيحدث قطعا" مع الاتحاد الأوروبي مما أثار مخاوف من تصاعد حرب تجارية تخرج نمو الاقتصاد العالمي عن مساره وترفع التكلفة على المستهلكين. ولدى سؤاله عن بريطانيا وإن كانت هي التالية في فرض الرسوم الجمركية قال ترمب "سنرى كيف تتكشف الأمور. قد يحدث الأمر معهم لكن بالتأكيد سيحدث مع الاتحاد الأوروبي. أستطيع أن أقول لكم ذلك". وتابع قائلاً للصحفيين لدى عودته إلى واشنطن من منتجع مار الاجو في ولاية فلوريدا "بريطانيا خارج الإطار المقبول بكثير.. سنرى.. لكن الاتحاد الأوروبي خارج الإطار المقبول تمامًا. بريطانيا خارج الإطار لكن أعتقد أن ذلك الأمر يمكن التوصل فيه إلى حل. لكن الاتحاد الأوروبي فظيع في الذي يفعله". وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية الاثنين إن بلاده تربطها علاقات تجارية "عادلة ومتوازنة" مع الولاياتالمتحدة، ردا على تصريحات ترمب. وأضاف المتحدث "الولاياتالمتحدة حليف لا غنى عنه ومن أقرب شركائنا التجاريين ولدينا علاقة تجارة عادلة ومتوازنة تعود بالفائدة على الطرفين". كما قال الرئيس ترمب إن الرسوم الجمركية التي فرضها على المكسيكوكندا والصين قد تسبب ألمًا "قصير الأمد" للأميركيين في الوقت الذي تسود فيه المخاوف الأسواق العالمية من أن تقوض الرسوم النمو وتؤجج التضخم. وقال ترمب للصحفيين لدى عودته إلى واشنطن "لا أتوقع أي شيء مؤثر. إنهم مدينون لنا بالكثير من المال، وأنا متأكد من أنهم سيسددون". وقال أيضًا إن الرسوم الجمركية "ستطبق بالتأكيد" بالنسبة للاتحاد الأوروبي، لكنه لم يذكر متى. ويقول ترمب إن هذه الإجراءات ضرورية للحد من الهجرة والاتجار بالمخدرات وتحفيز الصناعات المحلية.ودافع الرئيس ترمب عن قراره المثير للجدل بفرض رسوم جمركية واسعة على كنداوالمكسيك والصين، بعد أن أعلنت هذه الدول أنها سترد بتطبيق رسوم مضادة. وكتب ترمب على منصته "تروث سوشال": "لن نكون الدولة الغبية بعد الآن". وأكد ترمب أن هذه الخطوة من المحتمل أن تؤدي إلى ارتفاع أسعار المستهلكين في الولاياتالمتحدة، وكتب ترامب: "هل سيكون هناك بعض الألم؟ نعم، ربما (وربما لا!)". وأضاف: "لكننا سنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى، وسيكون كل شيء يستحق الثمن الذي يجب دفعه". وكتب قائلا: "سيكون هذا العصر الذهبي لأميركا!". وأشاد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر ووزراء في حكومته من قبل بترمب منذ إعادة انتخابه رئيسًا وأكدوا على حجم واردات بريطانيا من الولاياتالمتحدة على أمل تجنب فرض رسوم جمركية في وقت يواجه فيه اقتصاد بلادهم صعوبات في النمو. وقال ستارمر للصحفيين مطلع الأسبوع "الوقت لا يزال مبكرا وما أريد أن أشهده هو علاقات تجارية قوية، وفي المناقشات التي أجريتها مع الرئيس ترمب هذا ما ركزنا عليه". والولاياتالمتحدة هي أكبر شريك تجاري لبريطانيا كدولة منفردة لكن الاتحاد الأوروبي يفوقها كتكتل. وأقل من ثلث التجارة، وهي النسبة التي قد تتعرض لفرض رسوم جمركية عليها، هي تجارة في السلع أما الباقي فيتألف من خدمات. من جهته قال وزير الاقتصاد الإسباني كارلوس كويربو امس الاثنين إن على الاتحاد الأوروبي أن يبقى متحدا للرد على تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية على منتجات التكتل. وأضاف كويربو في مقابلة مع محطة آر.إن.إي الإذاعية الإسبانية أن الاتحاد الأوروبي منفتح على التجارة ويؤيد سوقا عالمية قائمة على العولمة، غير أن التكتل يجب ألا يكون "ساذجا" وأن يحمي شركاته ويتأكد من أنها في وضع يسمح لها بمنافسة نظرائها من الدول الأخرى في ظل ظروف عادلة.