بيروت - "الحياة" لمناسبة تكريم المخرج المصري يسري نصرالله، خلال المهرجان السينمائي الأخير الذي اقيم في بيروت قبل أسابيع، أصدر "محترف شمس الثقافة المهنية"، كتيباً عن هذا السينمائي الشاب، وضعه الناقد الزميل نديم جرجورة بعنوان "سؤال الذات: سينما يسري نصرالله". الكتيب لا يتجاوز عدد صفحاته الأربعين من القطع المتوسط، لكن النص الذي يشغل معظم صفحاته يكفي للاحاطة بالسينما المختلفة التي يسعى يسري، تلميذ يوسف شاهين الأكثر مهارة حتى الآن، الى تحقيقها. وهي سينما تنطلق من عوالم شاهين لتحلق بعد ذلك منفردة. ويفيدنا كتيب نديم جرجورة، ان سينما يسري نصرالله لا تزال محصورة حتى اليوم في أربعة أفلام، ثلاثة روائية "سرقات صيفية" و"مرسيدس" و"المدينة" وواحد تسجيلي هو "صبيان وبنات" الذي يرى كثيرون انه أفضل ما حققه في مساره حتى اليوم. وبالنسبة الى جرجورة، يشكل كل من أفلام نصرالله ظاهرة ومنعطفاً في تاريخ السينما المصرية المعاصرة. ف"الرجل سينمائي من طراز رفيع ومثقف يدرك الوعي السياسي والثقافي". وأفلامه تعكس هذا. ولئن كان يؤخذ على الكتيب عدم التفاته، كما يجب الى آخر نتاجات نصرالله "المدينة" وربما لأنه لم يعرض بعد في بيروت، فإن تحليله بقية أعماله يبدو متميزاً، ومتمكناً من وضع كل فيلم في مكانته الفنية والتاريخية، وان كان لدى الكاتب نزوع معمم، لدى النقاد العرب، لترجيح كفة التحليل الاجتماعي وتحليل المعنى على التحليل الفني. واياً يكن الأمر، يقدم الكتيب في مجمله رؤية جديدة تزيد من وضوح الرؤية، لدى متفرجي نصرالله الذين كانوا حاروا طويلاً أمام "مرسيدس"، وتبدت لديهم مآخذ عدة على "المدينة" أو "سرقات صيفية" ثم تساءلوا: لماذا سحروا خصوصاً ببعض أجمل لحظات "صبيان وبنات".