انطلقت فعاليات مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية التي تواصلت في الفترة من 16 إلى 22 آذار (مارس) الجاري، وشهد حفل الافتتاح تقديم «تابلوهات» فنية لفرقة «أسوان» للفنون الشعبية و «توشكي» للفنون الأدائية و «سوهاج» للتحطيب و «الأقصر» للآلات والفنون الشعبية وفقرة غنائية للمطربة أميرة رضا التي غنتها بعدة لغات، بينها العربية والإنكليزية والفرنسية، فنالت إعجاب الحضور من نجوم السينما المصرية والأفريقية واستحسانهم . واشتمل الحفل على كلمة للأب الروحي للمهرجان المخرج الإثيوبي هايلي غيريما صاحب الورشة الدائمة في مهرجان الأقصر الذي حضر وتحدث عن نشأته وعن كونه يعتبر نفسه من أصل نوبي لأنه تربى على رقصة النوبيين والتحطيب وأعلن انتماءه للنوبة، مضيفاً أن هناك تحدياً ثقافياً في هذا المهرجان وأنه منذ سنوات صباه الأولى كان يستمع لكلمات الزعماء الكبار في العالم وبينهم جمال عبدالناصر ونكروما. كما تضمن حفل الافتتاح تكريم المخرج المصري يسري نصر الله والمخرج الموريتاني عبدالرحمن سيساكو نظراً لأدائه السينمائي المتميز الذي رفع اسم السينما الأفريقية عالمياً. وحملت هذه الدورة اسم الفنان الراحل محمود عبدالعزيز. المغرب .. ضيف شرف اختيرت المملكة المغربية ك «ضيف شرف» للمهرجان هذا العام نظراً للتطور النوعي والكمي في الإنتاج السينمائي فيها ما يصب في صالح السينما الأفريقية، وتناولت الندوة الخاصة بتكريم السينما المغربية الكثير من مشاكلها وهمومها، وعقدت مقارنة بينها وبين السينما المصرية في الصيغ الإنتاجية المختلفة. وحضرها من المغرب الفنان محمد مفتاح، والناقد الفني خليل الدمون والمخرج الشاب عز العرب العلوي. أدار الندوة الناقد المصري رامي عبدالرازق وحضرها رئيس المهرجان السيناريست سيد فؤاد ومدير المهرجان المخرجة عزة الحسيني. وتحدثت خلال الندوة المخرجة عزة الحسيني عن الإنتاج المشترك وعن المشاكل التي تواجه التوزيع والإنتاج المشترك بين البلدين. بينما قال الناقد السينمائي خليل الدمون إن السينما المغربية تختلف كثيراً في هيكلتها عن السينما المصرية وأنها تتمتع بظاهرة مهمة وهي نوادي السينما التي بلورت السينما في المغرب ونشرتها في كل البلدان وكانت تجربة مهمة ولها أهدافها التي حققتها. وأوضح خليل الدمون أن المغرب ينتج 100 فيلم روائي قصير في السنة و25 فيلماً روائياً طويلاً وهناك 60 مهرجاناً متخصصاً في السينما ورواد ومؤسسون ما زالوا على قيد الحياة ويقدمون السينما ويدافعون عن السينما الوطنية في مقابل السينما الهوليوودية، وكان الدعم يأتي عبر صندوق الدعم المغربي للسينما، وحالياً يقوم المركز السينمائي بهذا الدور. أما السينمائي عبدالإله الجوهري فقال: إذا كانت هناك إرادة ووعي سينمائيان وتعاون فلا بد من إرادة سياسية حقيقية للقضاء على الموظف الذي يعرقل أحياناً المشاريع والطموحات والأفكار المطروحة ونحن لدينا إرادة من الملك ولذلك لا بد أن نضغط على القيادة السياسية لتزداد مساحة الاهتمام بالسينما. تكريم يسري نصر الله وأقيم على هامش المهرجان ندوة لتوقيع كتاب «يسري نصر الله» محاورات أحمد شوقي، وذلك ضمن فعاليات مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية. ويتناول «نصر الله» في كتابه الحديث عن حياته الشخصية وبداياته، وعن أهم أعماله السينمائية والتي كان أولها «سرقات صيفية» من تأليفه وإخراجه سنة 1988، ثم «مرسيدس» عام 1993، والفيلم التسجيلي «صبيان وبنات» من إخراجه عام 1995، و «باب الشمس»... «الرحيل والعودة» عام 2005، وذلك حتى الوصول إلى آخر أعماله وهو فيلم «الماء والخضرة والوجه الحسن» من إخراجه ومن بطولة ليلى علوي وباسم سمرة ومنة شلبي عام 2016. واستهل نصر الله الندوة بالثناء على المخرج الموريتاني «عبدالرحمن سيساكو»، ودعا إلى دراسة تكريمية حوله، كما أشار أيضاً إلى قواعد صناعة العمل السينمائي وضرورة تشجيع أصحاب الأفكار الإبداعية. وأقيمت كذلك على هامش الفعاليات ورشة «ستب لتطوير السيناريو» والتي استقبلت خلال هذه الدورة 27 مشروع سيناريو من 17 دولة. وتشكلت لجنة لاختيار السيناريوات في عضويتها السيناريست اللبناني فادي حداد، والمخرجة المصرية عزة الحسيني والمخرج أمير رمسيس والناقدة هالة الماوي. يذكر أن ستب (فضاء للتعاون المشترك) هو البرنامج الثاني لصندوق اتصال، الذي يأخذ على عاتقه مساعدة شباب السينمائيين الأفارقة في التعبير الإبداعي الحر من خلال إنتاجاتهم السينمائية، ويقوم أيضاً بالترويج لها على المستوى الدولي. كما تستهدف تعظيم قدرات أصحاب المشروعات المقدمة على صياغة مثلى لسيناريوهات أفلامهم وبلورة المكونات الدرامية لها. وهي ورشة مكثفة شديدة التميز في مجال تطوير المشاريع السينمائية الروائية الطويلة وموجهة فقط لشباب السينمائيين المحترفين الأفارقة والذين يعيشون في دول أفريقية. اعتذار أميتاب باتشان كان النجم الهندي أميتاب باتشان أحد المكرمين خلال هذه الدورة، لكنه اعتذر عن الحضور في اللحظات الأخيرة عبر رسالة مسجلة بالفيديو بسبب الحالة الصحية الحرجة لصهره وصديقه (والد الفنانة أشواريا راي زوجة ابنه) والتي أدت إلى دخوله العناية المركزة ما استدعاه للبقاء بجواره حتى توفاه الله منذ أيام، ونعته إدارة المهرجان عبر بيان رسمي. وتعهد أميتاب باتشان بالحضور إلى الأقصر في أقرب وقت ممكن لافتتاح نادي السينما الأفريقية في هذه المدينة ووضع حجر الأساس لمشروع مؤسسة شباب الفنانين المستقلين الجديد، المركز الثقافي العالمي (عالم).