رفض الرئيس اليوغوسلافي فويسلاف كوشتونيتسا، استقبال وفد محكمة الجزاء الدولية في لاهاي الذي زار بلغراد امس، للمطالبة بتسليم الرئيس السابق سلوبودان ميلوشيفيتش. وواصل انصار الأخير تظاهراتهم مطالبين باطلاق سراحه. راجع ص7 وأبلغ مكتب الرئاسة اليوغوسلافية "الحياة" في مكالمة هاتفية، ان كوشتونيتسا "ليس لديه من جديد يقوله للوفد الزائر زيادة عما كان أبلغه لرئيسة هيئة الادعاء العام للمحكمة كارلا ديل بونتي". وأوضح المكتب "ان موقف الرئيس من المحكمة يستند الى أمرين: الأول، انها تحولت الى جهة سياسية انتقائية لا يقبلها الصرب، والثاني، انها تريد ان ينتهك الرئيس دستور بلاده". واقتصرت لقاءات الوفد على كل من وزيري العدل الصربي فلادان باتيتش والاتحادي مومتشيلو غروباتس اللذين تسلما من رئيسه هانز هوليتوس سكرتير المحكمة امراً دولياً لاعتقال الرئيس السابق لارتكابه جرائم ضد الانسانية. وأفاد هوليتوس للصحافيين انه استمع الى الوزيرين حول الاتهامات المحلية الموجهة لميلوشيفيتش وشرح لهما الخطوات التي ينبغي على بلغراد اتخاذها للتعاون مع تسليم المتهمين بجرائم حرب الى المحكمة. وأكد رئيس الوفد ان هذا الطلب "غير قابل للتفاوض، وعلى يوغوسلافيا التقيد بالتزاماتها الدولية وتنفيذه". وأشار الى انه اوضح للوزيرين، انه على رغم من خطورة الانتهاكات التي ارتكبها ميلوشيفيتش داخل بلاده، فلا يمكن ان تقارن بالجرائم ضد الانسانية وعمليات الابادة التي نظمها في المنطقة. ولم يستبعد هوليتوس عرض الأمر على مجلس الأمن اذا اصرت بلغراد على رفض تسليم ميلوشيفيتش الى محكمة لاهاي. لكن يبدو ان بلغراد لا تتوقع اجراء ضدها من مجلس الأمن، بسبب الموقف الروسي الاخير لاجراءات محكمة لاهاي واستمرارها في عملها. ومن جانبه أبلغ وزير العدل الصربي فلادان باتيتش الصحافيين، انه طلب من الوفد، ان تظهر المحكمة عدالتها وعدم انحيازها وذلك بتوجيه الاتهامات الى مسؤول "جيش تحرير كوسوفو" السابق هاشم ثاتشي وغيره من قادة الألبان "لأن ليس من الطبيعي ان يكون الصرب وحدهم ارتكبوا الجرائم اثناء احداث كوسوفو".