} أكد قائد المعارضة الأفغانية أحمد شاه مسعود أمس انه مستعد للقبول بالمساعدة أياً كان مصدرها لإعادة احلال السلام في بلاده. ودعا الغرب والدول الاسلامية الى ممارسة أقصى قدر من الضغوط على باكستان، لوقف تدخلها في بلاده. وجاء ذلك في مستهل جولة اوروبية له حظيت بتغطية اعلامية واسعة، في ظل النقمة الدولية على حركة "طالبان". عقد قائد المعارضة الافغانية احمد شاه مسعود مؤتمراً صحافياً في فندق "ميريديان" في باريس امس، وكان أشبه بتظاهرة، نظراً الى الحشد الكبير من الصحافيين والأفغان الذين حضروه. وجاء ذلك غداة وصوله الى العاصمة الفرنسية في زيارة نادرة الى دولة غربية. وقال مسعود الذي تحدث عقب لقاء صباحي عقده مع وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين انه في مواجهة "الاحتلال والتدخل الواضح لباكستان" في الشؤون الأفغانية "أطالب بحق الدفاع عن وطني وكرامة شعبي واستقلال بلدي". وأضاف انه لذلك مستعد للقبول بأي مساعدة أياً كان مصدرها و"لن أوفر أي جهد يمكن أن يحقق التقارب بين الشعب الأفغاني والعالم". الضغط على باكستان ودعا المجتمع الدولي والرئيس الأميركي جورج بوش تحديداً، الى ممارسة أقصى قدر من الضغوط على باكستان لوقف تدخلاتها. وقال ان هذا الموضع كان من بين المواضيع التي أثارها مع فيدرين وانه سيثيرها خلال لقاءاته مع أعضاء البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ اليوم الخميس. وقال ان لباكستان دوراً استراتيجياً في المنطقة وان هذا الدور هو "الذي حمل الدول الاسلامية وغير الاسلامية الى اعتماد موقفها الحالي من الوضع الأفغاني". وتابع ان العقوبات التي اعتمدها المجتمع الدولي بحق افغانستان "شكلت عندما أعلن عنها، نبأ ساراً لشعبنا وضربة قاسية لطالبان". ولكن "للأسف هذه العقوبات سرعان ما انتهكت من قبل باكستان التي أرسلت ذخائر ومساعدات مالية واقتصادية لطالبان". ومضى يقول ان العقوبات "لم تطبق بجدية من جانب الغرب، ولم يراقب مدى الالتزام بها. وعبر عن أسفه لعدم قيام الدول الاسلامية بأي تحرك في مواجهة "الوضع المزري" في افغانستان، وقال: "كنا نأمل بأن الدول الاسلامية ستتحرك عبر منظمة المؤتمر الاسلامي لاحلال السلام، لكن أملنا هذا قد خاب". ورأى مسعود ان "بعض الدول الاسلامية لا تأخذ في الاعتبار الخطر المستقبلي الذي تمثله طالبان" معرباً عن أمله في أن "يكون الجميع الآن أدرك الوجه الحقيقي لطالبان" وفي ان "تعمل الدول الاسلامية على تحمل مسؤولياتها". دور للملك السابق؟ وعن الدور المحتمل لملك افغانستان السابق ظاهر شاه، قال مسعود ان في إمكان الاخير أن يلعب دوراً بإعادة السلام، وهذا يتوقف عليه وعلى درجة النشاط الذي يريد القيام به. وتطرق مسعود الى ما يشاع عن دعم روسي يتلقاه فقال: "لدينا علاقات ودية مع مختلف دول المنطقة، وباكستان تروج أنباء تعتبر انها عبرها ستؤثر على الرأي العام، ضد شعبنا". وعما اذا كان يعتبر انه ارتكب أخطاء لدى توليه الحكم في أفغانستان بين سنتي 1992 و1999، قال مسعود: "بالطبع كل شخص يرتكب أخطاء ولا يمكن استثناء أحد على هذا الصعيد" وان "ما يمكن أن أقوله لكل فرد من أفراد الشعب الأفغاني هو ان كل ما فعلته كان مدفوعاً برغبتي في خدمته". وأشار الى أن احتمال توجهه الى نيويورك لإلقاء كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، متوقف على الوضع على الأرض في بلاده. وعبر عن أسفه لضآلة المساعدات التي قدمتها الأممالمتحدة للمهجرين الأفغان الذين توفي الكثر منهم بسبب النقص في المواد الغذائية والأدوية. ومن باريس، انتقل مسعود امس، الى ستراسبورغ حيث يلقي صباحاً الخميس كلمة أمام البرلمان الأوروبي الذي كان وجه اليه دعوة رسمية بهذا الشأن. ويذكر ان لمسعود خبرة طويلة في الجهاد ضد الغزو السوفياتي لبلاده ويلقب ب"اسد بنجشير" نسبة الى حصنه الجبلي الحصين في "وادي الاسود الخمسة" ترجمة بنجشير الى العربية الذي عجز الجيش الاحمر عن اقتحامه. وهو ابرز اركان الحكومة التي يقودها الرئيس الافغاني برهان الدين رباني الذي ما زالت معظم دول العالم تعترف بشرعيته، في مواجهة النظام الذي اقامته "طالبان" في كابول ولم تعد تعترف به عملياً سوى باكستان.