اختتم هانز بليكس، رئيس لجنة الرقابة والتحقق من برامج التسلح العراقي انموفيك زيارة لواشنطن، وأكد أنه شرح لكبار المسؤولين الأميركيين حاجة اللجنة إلى معلومات استخباراتية من كل المصادر "إنما في اتجاه واحد ومن دون مقابل". وقال ل"الحياة" إنه يرفض الاتهامات العراقية للجنة بأنها وكر للتجسس. وأضاف: "لسنا جواسيس، ولسنا في جيب أحد". وأعلن أن واشنطن مصممة على عودة المفتشين "من دون تنازلات". ولفت بليكس في اتصال هاتفي فور انتهاء محادثاته مع وزير الخارجية الأميركي كولن باول أمس، إلى أن زيارته الأولى لواشنطن منذ تولي الإدارة الجديدة مهماتها "تأتي في إطار التشاور المستمر مع الدول الأعضاء في مجلس الأمن". وأوضح أنه زار عواصم الدول الأربع الأخرى الدائمة العضوية في المجلس، روسيا وبريطانيا والصين وفرنسا، وأنه زار باريس ثلاث مرات. واجتمع بليكس أول من أمس مع مستشارة الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي كوندوليزا رايس والمسؤولين عن الملف العراقي في واشنطن ل"احاطتهم علماً بما نفعله استعداداً لتنفيذ المهمات الموكلة إلينا، والتعرف إلى سياساتهم". وقال: "لم ألمس شيئاً مختلفاً عما يقولونه علناً، وأساسه تعزيز العقوبات". وزاد ان مراجعة الإدارة الأميركية سياستها "مستمرة، ولم تنته باستنتاجات حاسمة، لكن خطوط المواقف العريضة واضحة، وإن لم تكتمل بعد لجهة التفاصيل". وأوضح بليكس أن مفهومه لتعزيز العقوبات هو تشديد الرقابة على الحدود إلى جانب اجراءات أخرى. وشدد على أن الرسالة التي فهمها من المسؤولين الأميركيين هي أن "العقوبات باقية إلى حين تنفيذ القرار 1284"، الذي لا يقبل به العراق، وأن "المفتشين باقون خارج العراق إلى أن تفعل العقوبات فعلها". واعتبر ان الخطوة التالية التي تترقبها إدارة الرئيس جورج بوش والأممالمتحدة هي "الجولة الثانية من الحوار الشامل بين العراق والأمين العام كوفي أنان، فيما تواصل الدول الخمس مشاوراتها الثنائية في صورة مستقلة". ولفت إلى عزم "انموفيك" على "الكف عن استخدام وسائل التنصت وأجهزته"، مشدداً على رفض اتهامات العراق للجنة بأنها تتجسس للولايات المتحدة وغيرها. إلى ذلك، مدد مجلس الأمن ولاية بعثة الأممالمتحدة لمراقبة الحدود بين العراق والكويت لستة شهور إضافية. وبحث أعضاء المجلس في خرق الطائرات الأميركية والبريطانية للمنطقة، وهي تقوم بفرض منطقتي الحظر الجوي.