نيويورك، موسكو - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - وافق مجلس الأمن على خطة تنظيمية لهيكل عمل اللجنة الجديدة لنزع الأسلحة في العراق انموفيك واختصاصاتها، لكن روسيا ابلغت المجلس انها ربما لا توافق على تعيين اشخاص في اللجنة. ورأت ان تقرير بليكس يتضمن "ثغرات". واعرب رئيس اللجنة هانز بليكس عن ارتياحه اثر تبني خطته ليل أول من أمس، بعدما تحدث لأول مرة امام المجلس. وعلى نقيض لجنة التفتيش السابقة أونسكوم التي اعتمدت اساساً على خبراء تؤيدهم حكوماتهم وتدفع رواتبهم، سيكون أعضاء اللجنة الجديدة موظفين لدى الاممالمتحدة، ويُقصد بذلك منعهم من تلقي أوامر من حكوماتهم أو من أي جهة أخرى خارجية. وألغى بليكس كل مناصب المستشارين السياسيين لرئيس اللجنة الجديدة، وكذلك منصب نائب الرئيس التنفيذي. ونبه السفير الروسي سيرغي لافروف الى ان الخطة التنظيمية ل"انموفيك" هي مجرد خطوة أولى، مشيراً الى أهمية التأكد من ان أحداً من اعضاء اللجنة السابقة الذين "اساؤوا استخدام مواقعهم" لن يعيّن في اللجنة الجديدة. وتابع ان تعاون بغداد سيتوقف على كيفية تنفيذ القرار 1284 الذي انشئت بموجبه "انموفيك". وهل سيتم توضيح معايير تعليق العقوبات الدولية. وشدد على ان "أعمالاً أحادية الجانب" مثل القصف الجوي الاميركي - البريطاني فوق منطقتي الحظر الجوي "ستواصل عرقلة الامتثال للقرارات". واستدرك: "كي يمكن تنفيذ هذا القرار، نحتاج جميعاً الى الالتزام بقرارات مجلس الأمن". وكان بليكس أصر في تقريره على ان تكون لجنة نزع الأسلحة مستقلة وبعيدة عن التدخل السياسي، لديها امكانية الوصول الى أي موقع عراقي تشتبه فيه. وأوضح انه لا يريد تكراراً لاتهامات مفتشين بالتجسس للولايات المتحدة. وتفصل الخطة عملية جمع المعلومات الاستخباراتية عن المفتشين. واعتبر السفير الاميركي لدى الاممالمتحدة ريتشارد هولبروك ان "بليكس أدى عملاً رائعاً. جاءنا في الموعد المحدد بخطة ممتازة، ونؤيده تأييداً مطلقاً". وتابع ان "التمثيلية التي تؤديها بغداد طالت أكثر من اللازم"، في اشارة الى رفضها التعامل مع القرار 1284 وبالتالي لجنة التفتيش والمراقبة. وأعلن لافروف انه يفضل رؤية "محتوى قانوني وسياسي أقوى" يتيح للجنة "حل الأزمات المحتملة مع بدء عملها في العراق". وزاد ان بتلر لم يحاول في الماضي حل المشاكل "بل كان يجري دائماً الى مجلس الأمن ويثير ضجة بأن العراق غير ملتزم"، ويطلب من المجلس ان يهدد العراق أو يتخذ اجراء. وستلتقي مجموعة من المفوضين تضم مسؤولين حكوميين وخبراء من خارج اللجنة أربع مرات على الأقل كل سنة لتقديم النصح والإرشاد، لكن بليكس أوضح ان صنع القرار سيكون من اختصاصه وحده. وتنص خطته على فصل نشاطات المراقبة والتحليل التي ستقوم بها "انموفيك" واقامة خلية خاصة تكلف الاهتمام بالمعلومات والاستخبارات. وانتقدت موسكو امس تقرير بليكس، معتبرة انه بحاجة الى "إضافات جوهرية". واشار الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية الى ان موسكو امتنعت عن التصويت على القرار 1284 كون صياغاته "غير دقيقة". واضاف ان تقرير بليكس "لم يخل من ثغرات مماثلة". وشدد على ضرورة التحديد الواضح لإجراءات التفتيش في العراق وأخذ العينات والرقابة الجوية، وتنسيق كل هذه الاجراءات مع السلطات العراقية.