دمشق - "الحياة" ترجمة عربية جميلة لكتاب الروائي الفرنسي فرنسوا مورياك "والده" كانت صدرت في العام 1947 وأنجزها حينذاك محمد عبدالحميد عنبر وعبدالمجيد عابدين، أعادت دار المدى دمشق نشرها في سلسلة مكتبة نوبل 2001. وكانت صدرت أول ترجمة عربية لرواية مورياك الشهيرة في القاهرة عام 1947 بإشراف الأديب طه حسين. ومورياك من مواليد 1885 من أسرة فرنسية جلّ أفرادها من العلماء والأدباء، اتجه الى دراسة الطب أولاً، ثم انصرف عنه نهائياً ليتجه الى الأدب والصحافة مكرساً لهما حياته اللاحقة كلها. نشر أولى رواياته عام 1922 بعنوان "قبلة للأبرص"، وفيها بدا واضحاً اهتمامه بالتجديد الفني واستخدام الأساليب المستحدثة في الكتابة الروائية. في العام 1928 نشر روايته المعروفة "المكروهون"، مصوراً فيها حياة فرنسا في عشرينات القرن الماضي، من وجهة نظر ناقدة، اختلط فيها السخط والتشاؤم معاً. ومن رواياته: صحراء الحب 1925، تيريز ديكيور 1927، باسكال 1931، حياة السيد المسيح 1936. وشغل منصب وزير الثقافة الفرنسية أيام رئاسة الجنرال ديغول، ومنح جائزة نوبل عام 1952، وتوفي في 1 ايلول سبتمبر عام 1970. ومن مطلع الرواية المترجمة: "- إنها نائمة. - بل هي تتصنع النوم. هيا بنا. هكذا كان زوج ماتيلد كازيناف وحماتها يتهامسان حيال سريرها، وهي تراقب، من خلال أهدابها، ظليهما الضخمين المختلطين على الحائط. وسارا على أطراف أصابعهما وأطراف أرجلهما تفرقع، حتى أدركا الباب. وسمعت ماتيلد خطاهما على السلم الرنان، وسمعت صوتين: أحدهما حاد والآخر مبحوح. وملأ هذان الصوتان ممر الدور الأول الطويل. والآن يشقّان مسرعَيْن ساحة الدهليز، القارسة البرد، التي تفصل جناح ماتيلد عن غُرفتَي الأم وابنها المتلاصقتين. سمعت من بعيد إغلاق الباب فتنفست الصعداء ارتياحاً، وفتحت عينيها. فوق سريرها سهم من الخشب يسند ستارة من نسيج القطن الأبيض تحيط بالسرير المصنوع من خشب المغنة. ومصباح النوم يضيء بعض الباقات الزرقاء المنقوشة على الحائط. وعلى المائدة الصغيرة كوب من الماء، أخضر، مخطط بالذهب ارتج من حركة مرور القاطرة، إذ كانت المحطة مجاورة".