يوقع الرئيسان المصري حسني مبارك والروسي فلاديمير بوتين اليوم "اعلان مبادئ" يرسي أسس العلاقات بين البلدين للفترة المقبلة، ويبحثان في آفاق التسوية في الشرق الأوسط وتوسيع الروابط الثنائية. ووصل الرئيس مبارك أمس الى موسكو وتوجه فوراً الى جناح خصص له في الكرملين، وذلك في بادرة تؤكد من خلالها موسكو انها تضع العلاقات مع مصر في موقع متميز. وسيعقد الرئيسان اليوم جلسة محادثات يتوقع ان تختتم بتوقيع وثيقة مشتركة عن "مبادئ الصداقة والتعاون". وقال ديبلوماسي روسي رفيع المستوى ل"الحياة" ان الوثيقة المقترحة "قد لا تكون قانونياً في مستوى المعاهدة ولكنها تضاهيها من الناحية السياسية". وذكر نائب وزير الخارجية الروسي فاسيلي سريدين ان الزيارة ستصبح "حافزاً هائلاً لتعزيز علاقات الشراكة" بين البلدين. وأشار في صورة خاصة الى أهمية التعاون بين موسكو والقاهرة في مجال التسوية الشرق الأوسطية. وتحدث سريدين عن احتمالات "تطوير" المبادرة المصرية - الاردنية بمشاركة روسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. وذكر خبير روسي قريب من وزارة الخارجية ان روسيا تعتبر تحديد "نقطة البداية" التي تنطلق منها المفاوضات ينبغي ان يترك للجانبين الاسرائيلي والفلسطيني بشرط رفض مبدأ "العودة الى نقطة الصفر". والى جانب موضوع الشرق الأوسط ينتظر ان يبحث الجانبان المصري والروسي في الملف العراقي في ضوء ما تمخضت عنه الجهود العربية في قمة عمان وفي ضوء المبادرة التي قدمتها موسكو وترغب في أن تحصل على دعم مصري لها. ويتوقع أن تحتل العلاقات الثنائية موقعاً متميزاً في محادثات مبارك مع رئيس الوزراء ميخائيل كاسيانوف. ويرافق الرئيس المصري وفد كبير من رجال الأعمال، ويتوقع ان يشكل مجلس مشترك لرجال الأعمال الروس والمصريين ويتم الاتفاق على تأسيس بنك مصري - روسي. وكان وزير الكهرباء والطاقة المصري علي الصعيدي اجرى محادثات في موسكو عشية وصول مبارك وأسفرت عن اتفاق على مشاركة روسيا في مناقصة للحصول على عقد لبناء محطة كهربائية تعمل بالطاقة النووية في مصر. ونقلت وكالة "انترفاكس" عن مصدر ديبلوماسي ان التعاون العسكري سيكون واحداً من مواضيع البحث، وتوقعت ان تساهم روسيا في تحديث المعدات العسكرية التي كانت مصر اشترتها من الاتحاد السوفياتي. ويذكر ان حجم التبادل التجاري الذي كان وصل الى بلايين الدولارات انخفض في السنوات ال20 الأخيرة وبلغ في العام الماضي 551 مليون دولار، وفي اطاره استوردت روسيا عطوراً وأقمشة وأثاثاً وجلوداً ومنتجات زراعية مصرية. ويرغب الجانبان في توسيع التعاون الاقتصادي والتجاري خصوصاً في المجالات الصناعية. ومعروف ان رأس المال المصري يساهم في مشاريع مهمة في روسيا منها تصنيع طائرات ركاب من طراز "توبوليف".