أبدت موسكو استعدادها لاستضافة مفاوضات سورية - اسرائيلية على مستوى القمة، واكدت ان تزامن الحركة على مسارات التسوية لم يعد امراً لا بد منه، وعلمت "الحياة" ان روسيا تعدّ مبادرات جديدة قد تُعلن اثناء زيارة الرئيس فلاديمير بوتين الشرق الاوسط. وذكر نائب وزير الخارجية مبعوث الرئيس الروسي الى الشرق الاوسط فاسيلي سريدين ان الاتصالات التي أجرتها موسكو مع دمشق أوضحت ان القيادة السورية الجديدة "تبقى وفية لنهج تحقيق السلام العادل". واعتبر ان ذلك مصدر أمل بتجاوز الصعوبات التي اعترضت المسار السوري. ورداً على سؤال لوكالة "انترفاكس" عن احتمال اجراء مفاوضات سورية - اسرائيلية على مستوى القمة في روسيا قال سريدين: "اذا رأى السوريون والاسرائيليون ضرورة اجراء اتصالات في موسكو فنحن مستعدون لتقديم الدعم والضيافة". وزاد ان بلاده تضع في مقدم اولوياتها تقريب مواقف دمشق وتل ابيب و"اما مكان اجراء المفاوضات فيأتي في الدرجة الثانية من الاهمية". واقترحت موسكو التفاوض وفق مبدأ "السلام الكامل في مقابل الانسحاب الكامل" وشدد سريدين على اعادة كل الجولان الى سورية وصوغ اجراءات امن وتطبيع العلاقات بين الدولتين. يذكر ان سريدين زار اخيراً اسرائيل والمناطق الفلسطينية، فيما كلّف المدير العام لدائرة الشرق الاوسط في وزارة الخارجية الكسندر سلفانوف مهمة مماثلة في سورية وعدد من دول المنطقة. ولفت مراقبون الى ان موسكو ليست راضية عن اسلوب انعقاد القمة الاميركية - الاسرائيلية - الفلسطينية، وتعتبره استمراراً لنهج "تهميش" الدور الروسي. وبعدما كانت موسكو تشدد على ضرورة التزامن في تحريك مسارات عملية السلام، رأى سريدين ان "لكل مسار خصوصيته ومشاكله"، ولذلك لم تعد روسيا تطرح التزامن. وقال ل"الحياة" ديبلوماسي مختص في شؤون الشرق الاوسط ان موسكو لا تستبعد جولة للرئيس بوتين على المنطقة، تسبقها زيارات يقوم بها وزير الخارجية ايغور ايفانوف. وزاد ان مبادرات قد تُعلن خلال الجولة تتعلق بالتسوية في الشرق الاوسط وبالملف العراقي.