يصل إلى العاصمة الروسية الأسبوع المقبل وفد عراقي للبحث في معاودة الرحلات الجوية بين موسكووبغداد، فيما أكد وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف ضرورة التعاون بين العراق والأمم المتحدة، تمهيداً لرفع العقوبات، وانتقد نائبه فاسيلي سريدين الغارات الجوية التي وصفت بأنها مخالفة للشرعية الدولية. وذكر فياتشسيلان كوفالتشوك، مدير التسويق والعلاقات الخارجية في شركة "ايرفلوت" للطيران، ان وفداً عراقياً يضم 70 شخصاً من مسؤولي الطيران المدني و"الخطوط الجوية العراقية" سيصل إلى موسكو في 24 من الشهر الجاري لاجراء محادثات مع وفد روسي يتوقع ان يرأسه المدير العام ل"ايرفلوت" فاليري اوكولوف، وهو صهر الرئيس السابق بوريس يلتسن. وقررت الشركة إعادة فتح مكتبها في بغداد في غضون 30-45 يوماً، تمهيداً لاستئناف الرحلات المنتظمة. وأوضح كوفالتشوك ان هناك ثلاثة قرارات دولية تتعلق بالتحليقات في الأجواء العراقية، إلا أن "هناك فهماً مختلفاً" لها. وأضاف ان الخارجية الروسية قدمت تفسيرات مفادها ان "الطيران إلى العراق غير ممكن حتى الآن". إلا أن خبيراً روسياً تحدثت إليه "الحياة" أعاد إلى الأذهان تصريح الوزير ايفانوف الذي كان أعلن سابقاً أن موسكو "لا ترى عقبة في القانون الدولي" تمنع معاودة الرحلات الجوية. وأوضح الخبير أن العوائق التي ما زالت قائمة فعلاً لها صلة باستحصال موافقة الدول التي ستمر في أجوائها الطائرات الروسية والاتفاق على ترتيبات تتعلق باحتمال السماح بتفتيش الطائرات في عاصمة مجاورة للعراق قبل انطلاقها إلى بغداد. ولاحظ المراقبون أن ايفانوف، المشارك في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، عقد لقاءه الأول في نيويورك مع نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز. وأشار الوزير في حديث إلى صحافيين روس مرافقين له، إلى أن مجلس الأمن لن يتمكن من اصدار قرار برفع العقوبات ما لم يرفع له تقرير عن أوضاع أسلحة الدمار الشامل، وفي ضوء ذلك دعا ايفانوف إلى تعاون بين بغداد والأمم المتحدة. إلا أن صحيفة "فريميا نوفوستي" نقلت عن ديبلوماسي رفيع المستوى مرافق لايفانوف قوله إن موسكو "تشاطر العراقيين مخاوفهم" من أن يصبح عمل اللجنة الدولية الجديدة تكراراً لعمل لجنة ريتشارد بتلر، وبحثاً عقيماً في وقائع سبق أن حققت فيها اللجنة السابقة. من جهة أخرى، أكد نائب وزير الخارجية فاسيلي سريدين أن بلاده تدعو إلى تسوية المشكلة العراقية في أسرع وقت وفقاً لمبادئ الشرعية الدولية. وذكر عند استلامه نسخة من أوراق اعتماد السفير العراقي الجديد مزهر الدوري، ان الغارات البريطانية والاميركية المستمرة والتدخل في الشؤون الداخلية للعراق "لا تتماشى أبداً" مع الشرعية الدولية. وأعرب الدوري من جانبه عن ارتياح بغداد وتقديرها لسياسة روسيا الداعية إلى حل عادل، وللجهود العملية التي تبذلها في هذا السياق.