يصل الى الرياض مساء اليوم موفد الرئيس الروسي نائب وزير الخارجية فاسيلي سريدين في زيارة تستمر يومين، وسيقابل غداً الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي، ويسلمه رسالة من الرئيس فلاديمير بوتين الى القيادة السعودية. وسيجري سريدين محادثات تتناول الوضع في الشرق الأوسط في ضوء المستجدات في الأراضي الفلسطينية، والمسألة العراقية، وقضية الشيشان واحتمال اثارتها في القمة الاسلامية المقررة في الدوحة. يذكر أن سريدين يقوم بجولة على دول مجلس التعاون، وسط تحرك روسي يحاول استعادة الدور الروسي المفقود في عملية السلام وفي المنطقة. وزار سريدين المنامةوالدوحة، وذكرت مصادر ديبلوماسية خليجية أن المبعوث الروسي يعمل على "جس نبض" دول المنطقة حيال أفكار روسية في شأن مبادرة لاحياء عملية السلام، تركز أولاً على "وقف العنف في الأراضي الفلسطينية". ويؤكد المبعوث الروسي رغبة بلاده في القيام بدورها كأحد راعيي عملية السلام، وهو دور فقدته نهائياً خلال قمة شرم الشيخ. وقد يزور وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف مصر والأردن واسرائيل وغزة، كما أن مبعوثاً روسياً آخر سيزور بقية الدول العربية. وقال مصدر ديبلوماسي روسي أن سريدين يحاول التعرف الى وجهات نظر دول مجلس التعاون حيال مسألة رفع الحظر عن العراق، والذي تسعى اليه روسيا من خلال المبادرة بتسيير رحلات جوية الى بغداد. وأكد المصدر أن روسيا "لا تريد أن تكون وسيطاً بين بغداد والعواصم الخليجية ولكن يهمها تبادل وجهات النظر في شأن العراق". والمسألة الثالثة التي يثيرها سريدين في جولته تتعلق بالوضع في الشيشان، إذ يسعى الى اقناع دول الخليج بأن موسكو تريد حلاً سياسياً للأزمة الشيشانية، عن طريق الادارة الشيشانية المحلية التي عينها بوتين. ويعتقد أن الهدف الروسي هو استباق القمة الاسلامية المقررة في الدوحة، كي لا تصدر عن القمة قرارات ليست في مصلحة موسكو عند بحث موضوع الأزمة الشيشانية. وتخشى موسكو مشاركة الرئيس الشيشاني السابق ياندربايف في القمة كمبعوث خاص للرئيس الحالي المعارض لموسكو اصلان مسخادوف. وكشفت مصادر أن ياندربايف موجود في الدوحة على رأس وفد كبير من المعارضة الشيشانية، ويتمتع ياندربايف بعلاقات جيدة مع بعض المسؤولين الخليجيين، يبدو أن موسكو تخشى تأثيرها على قرارات القمة الاسلامية.