بيروت - "الحياة" - أحيط اللقاء الذي جمع رئيس الجمهورية اللبنانية اميل لحود والبطريرك الماروني الكاردينال نصرالله صفير، في بكركي أمس، استكمالاً لاجتماع عيد الفصح قبل 11 يوماً، بتكتم شديد من مصادر الطرفين التي توافقت على ان أجواءه كانت ايجابية وبناءة. ويكتسب اللقاءان أهمية لأنهما أسهما في تخفيف حدة التشنج التي سادت أخيراً، خصوصاً في ما يتعلق بالسجال على الوجود السوري في لبنان. وصل لحود الى بكركي ظهراً وعقد خلوة مع صفير في مكتبه استمرت نحو ساعة، خرجا بعدها الى مائدة الطعام التي انضم اليها مطارنة ومعاونون للبطريرك ومدير المخابرات في جبل لبنان العقيد جورج خوري والمستشار الاعلامي الرئاسي الزميل رفيق شلالا. وبعد الغداء، خرج الجميع الى كنيسة الصرح حيث أدى صفير صلاة، ثم رافق رئيس الجمهورية الى المدخل الداخلي للصرح مودعاً. ووصفت مصادر رسمية أجواء اللقاء بأنها "كانت كالعادة، ممتازة وايجابية، وانه تناول الشؤون الراهنة والمسائل المطروحة من مختلف جوانبها، وعرض خلاله الموقف العام في ظل دقة المرحلة، بعدما أفرزته التطورات الأخيرة من مستجدات". وأضافت أن التواصل والتشاور سيستمران بين لحود وصفير، وأن رئيس الجمهورية وجه دعوة الى البطريرك لتناول الغداء الى مائدته. أما مصادر بكركي فوصفت اللقاء ب"الجيد والايجابي". وقالت ان الحديث، خلال مأدبة الغداء، تناول قضايا عامة، وان لحود أكد ان "الوضع في وزارة المهجرين انتظم، وكل شيء يتم في المواعيد المحددة، ودفع اللاخلاءات وترميم المنازل المهدمة وبنائها يتم من دون عقبات". وتطرق الحديث أيضاً الى قضايا عقارية تابعة للأوقاف والاعفاء التي يطاولها. وتحدث رئيس الجمهورية عن زيارته المقبلة لفرنسا. فقال أنها الأولى يقوم بها رئيس لبناني كزيارة دولة منذ العام 1965 حين زار الرئيس الراحل شارل حلو باريس بهذه الصفة. وتحدث البطريرك صفير عن مشاهداته خلال جولته الأخيرة على أميركا وكندا، شارحاً كيف كان اللبنانيون المغتربون يسألون عن لبنان ويبدون استعداداً للعودة اليه. وقال: "فوجئت بالاعداد الكبيرة للبنانيين هناك". وكان لحود أكد خلال استقباله صباحاً وزير الخارجية الاسترالي ألكسندر دونر "عمق العلاقة بين لبنانواستراليا وأهمية التعاون الثنائي"، مشيراً الى الدور الذي تؤديه الجالية اللبنانية في استراليا وهي "كبيرة وفاعلة ونشطة". ووضع لحود المسؤول الاسترالي في أجواء الوضع في الشرق الأوسط "والخطورة المحدقة بعملية السلام"، شارحاً له "ثوابت الموقف اللبناني منها". وأكد دونر بعد اللقاء تطلع بلاده الى "بناء علاقات اقتصادية مع لبنان وتأدية دور في اعادة البناء في بيروت التي تشهد تطوراً ملحوظاً. ونحن نشعر بالحاجة القوية الى تعزيز المسيرة السلمية في الشرق الأوسط ونؤكد معارضتنا تصعيد العنف الحاصل بين الاسرائيليين والفلسطينيين". والتقى دونر نائب رئيس الحكومة عصام فارس ووزير الخارجية محمود حمود.