لن يكون لجماعة "الإخوان المسلمين" نصيب في مشاركة بارزة في انتخابات التجديد النصفي لمجلس الشورى التي تبدأ الشهر المقبل في مصر، إذ تحدثت مصادر الجماعة عن اجراءات حكومية أدت إلى استبعاد عدد من رموزها وفشل هؤلاء في اتمام اجراءات الترشيح، في حين اعتقلت الشرطة 12 من "الاخوان" في كفر الشيخ واحتجزت أربعة آخرين في المنيا. على رغم اغلاق باب الترشيح لانتخابات مجلس الشورى المصري مساء اول من امس، إلا ان قادة جماعة "الاخوان المسلمين" لا يعرفون حتى الآن عدد مرشحيهم الذين نجحوا في اختراق اجراءات قالوا إنها هدفت الى منع رموزها من الترشيح لتتجنب الحكومة مواجهتهم في عمليات الاقتراع. ولجأ بعض هؤلاء الى القضاء لإلزام لجان قبول الطلبات بوضع اسمائهم ضمن لوائح المرشحين. وتوقعت مصادر في "الجماعة" ان لا يزيد عدد مرشحي التنظيم على 8 بينهم اثنان اعتقلا في محافظة الشرقية بعدما قدما أوراق الترشيح بالفعل. وكان لافتاً ان السلطات ألقت القبض على 12 من عناصر الجماعة في محافظة كفر الشيخ، حيث تأكد ان مرشحاً للاخوان تمكن من اتمام اجراءات الترشيح للمنافسة على أحد مقاعدها، كما احتجزت الشرطة في محافظة المنيا اربعة من "الاخوان"، قالت الجماعة إنهم كانوا يعتزمون ترشيح انفسهم. واصدر "الاخوان" بياناً امس بعنوان "ديموقراطية غير مسبوقة" تحدث بلهجة حادة عكست الصدمة من اجراء انتخابات الشورى من دون مشاركة بارزة لعناصرها. واستغرب بيان "الاخوان" ما جرى مع الراغبين من عناصرها في الترشيح في الانتخابات المقبلة "في وقت يؤكد فيه المسؤولون ان مصر تعيش ازهى عصور الديموقراطية" وان "ديموقراطية الحاضر غير مسبوقة". وعرض البيان الاجراءات التي اتخذت ضد المرشحين بدءاً من اعتقال ثلاثة من رموز "الاخوان" منهم اثنان من المرشحين بعد ما قدما طلب الترشيح. وروى البيان حوادث عدة وقعت في عدد من مراكز الترشيح لمنع مرشحي "الاخوان" من تقديم اوراق ترشيحهم ومنها ما حصل في : "بني مزار محافظة المنيا اذ ذهب مصطفى عبدالخالق مهدي مع محاميه أحمد عامر لتقديم اوراق ترشيحه بعد ان استوفى أوراقه كافة، إلا أن الشرطة اعتقلتهما. وحين ذهب المواطنون: محمد الصديق محمد القماري وعبدالرحيم عبدالسلام حسن ومحمد معروف حمودة ومصطفى مرتضى شلقامي، ومعهم محاميهم الى مديرية الامن في مدينة سمالوط لتقديم طلبات الترشح تم رفض تسلم أوراقهم بحجة ان رئيس لجنة قبول الطلبات غير موجود، فتوجه الجميع الى محكمة المنيا الابتدائية والتقوا رئيس المحكمة الذي اصدر قراراً كلف بموجبه أحد العاملين في المحكمة اصطحابهم والذهاب بالأوراق لمديرية الأمن وتسليمها في الساعة الثانية بعد الظهر الا انه تم احتجازهم عند الشرطة حتى السادسة مساء أي بعد موعد إغلاق باب الترشيح، وعاد المحضر الذي كلفه القاضي تقديم الطلبات الى المحكمة باكياً منهاراً بعد ان تم إطلاق سراحه في المساء". وبدا أن "الإخوان" خسروا بالفعل ترشيح أي من رموزهم في المحافظات الكبرى الثلاث القاهرة والجيزة والاسكندرية اذ تكرر فيها ما حدث مع مرشحي الاخوان في المحافظتين الاخريين. وقال المحامي عبدالمنعم عبدالمقصود إن المهندس محمد عامر نجح في تقديم أوراق الترشيح للمنافسة على مقعد في محافظة كفر الشيخ ما جعل الشرطة تشن حملة ضد مناصريه في مدينة الحامول وبلطيم اسفرت عن القبض على 12 منهم احيلوا لاحقاً على النيابة التي قررت حبسهم. وبلغ عدد المرشحين لعضوية مجلس الشورى 852 شخصاً، وتأكدت مشاركة أنصار ستة احزاب معارضة في الانتخابات بينها حزب العمل المجمد، اضافة الى عودة ظاهرة المرشحين المنشقين عن الحزب الوطني الحاكم. وتقدمت قيادات بارزة في الحزب الوطني الحاكم بأوراق ترشيحها في دوائر القاهرة لتنافس مرشحي الحزب الرسميين. وعلى رغم اعتماد اسلوب "المجمع الانتخابي" لتصفية المرشحين داخل الحزب، قبل تقديمهم الى الناخبين، إلا ان ذلك لم يمنع عودة ظاهرة المنشقين الذين احرجوا الحزب الحاكم في الانتخابات البرلمانية الاخيرة، وأسقطوا ستين في المئة من مرشحيه الرسميين. وتقدم الأمين العام المساعد للشباب في الحزب الحاكم الدكتور علي شمس الدين لمنافسة "أمين الشباب" الدكتور نبيه العلقامي في دائرة قصر النيل وسط القاهرة كما تقدم وكيل المجلس البلدي للعاصمة عصام عباس لمنافسة المرشح الرسمي للحزب السيد حلمي الجزيري في دائرة عابدين. وذكرت مصادر الحزب أن ظاهرة المنشقين تكررت في دوائر عدة. وشاركت 6 احزاب في المنافسة الانتخابية التي كانت تقتصر في السابق على الحزب الحاكم فقط. وترشح ثلاثة من انصار حزب "العمل" كما تقدم ثلاثة من انصار حزب "التجمع" وعشرة من "الوفد" وواحد عن "الناصري" وثلاثة عن "الاحرار" بينهم سيدة، ووتقدم مرشح واحد عن حزب "الامة" ليرتفع عدد المرشحين من انصار المعارضة إلى 21 شخصاً. وعلى رغم ما يبدو من قلة أعداد مرشحي المعارضة إلا ان مشاركتهم للمرة الأولى مثّلت إحدى ظواهر الانتخابات.