تقدم الرئيس حسني مبارك امس بأوراق ترشيحه لانتخابات رئاسة الجمهورية التي ستجرى يوم السابع من سبتمبر المقبل وحصل على رمز الهلال. وقد قدم أوراق الترشيح الى لجنة الانتخابات الرئاسية نيابة عن الرئيس مبارك المستشار محمد الدكروري المحامي الذي كان الرئيس مبارك قد وكله أمس لتقديم أوراق ترشيحه الى اللجنة. كما رشح أيمن نور الزعيم المعارض نفسه امس لخوض الانتخابات أمام الرئيس حسني مبارك وحرص على تقديم اوراق ترشيحه مبكرا على أمل ان يتصدر اسمه قائمة المرشحين. وقال نور زعيم حزب الغد الليبرالي المعارض لرويترز انه كان أول من وصل الى مقر اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية التي تتلقى طلبات الترشيح فور ان فتحت ابوابها لتلقي الطلبات. لكنه لم يحصل على أي وعد بان تكتب اسماء المرشحين طبقا لاولوية تقديم الطلبات او حتى طبقا للترتيب الابجدي حتي يجيء اسمه قبل اسم مبارك في هذه الحالة ايضا. وقال نور خلال اتصال هاتفي «هناك خلاف على هذه النقطة. رئيس اللجنة (القاضي ممدوح مرعي) قال ان اللجنة ستدرس الامر.» وأعلن مبارك الخميس أنه قرر ترشيح نفسه لفترة رئاسة خامسة مدتها ست سنوات في الانتخابات المقررة في السابع من سبتمبر/ أيلول وهي اول انتخابات يخوضها أكثر من مرشح في أكبر دولة عربية من حيث تعداد السكان. ووافق المكتب السياسي للحزب الوطني الحاكم على قرار ترشيح مبارك. ومن المتوقع ان يكون نور من أبرز منافسي مبارك ويقول محللون انه ليس امامه فرصة للفوز. واعتقلت الشرطة المصرية نور في يناير/ كانون الثاني وسجن لمدة ستة أسابيع في أوائل العام قبل احالته للمحاكمة بتهمة التزوير وهو يقول ان القضية مختلقة وان الهدف منها هو تخريب حملته الانتخابية لكن الحكومة تقول ان القضية جنائية. ولن تنعقد جلسة المحكمة التالية حتى 25 سبتمبر/ ايلول اي بعد الانتخابات. ومنعت شروط الترشيح مرشح الاخوان المسلمين الذين يعتقد على نطاق واسع أنهم أكبر جماعات المعارضة السياسية في مصر من خوض الانتخابات. وصرح نور بانه اختار الهلال كرمز انتخابي وان مرعي وعده بان يشرف قاضيا على كل صندوق انتخابي في البلاد يوم السابع من سبتمبر. وقالت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية الرسمية انه تقدم فور فتح باب الترشيح امس رئيس حزب الغد لخوض الانتخابات وأيضا اسامة شلتوت رئيس حزب التكافل. وتقاطع بعض الاحزاب الكبرى ومنها حزب التجمع اليساري والحزب العربي الديمقراطي الناصري انتخابات الرئاسة المصرية على اساس ان السلطات المصرية لم تقدم ضمانات كافية لكي تجيء الانتخابات حرة ونزيهة. وتقدم للترشيح عدد من المستقلين غير المشهورين قدموا ايضاً اوراق ترشيحهم امس. وكان ضمن المستقلين محمد محمد موسى الذي وصفته وكالة انباء الشرق الاوسط بأنه لم يكمل تعليمه الثانوي ومزارع لديه خمسة افدنة قرب الاسماعيلية. ولن يكون باستطاعة المستقلين خوض الانتخابات بدون الحصول على تصديق 65 من 444 نائباً في مجلس الشعب وهي مهمة صعبة بالنظر الى ان 90 في المئة من الاعضاء ينتمون الى الحزب الحاكم. ودشنت لجنة الانتخابات الرئاسية في مصر امس اولى الخطوات التنفيذية لأول انتخابات رئاسية تعددية تشهدها البلاد طوال تاريخها السياسي بفتح باب الترشيح. وانتهت اللجنة برئاسة رئيس المحكمة الدستورية العليا المستشار ممدوح مرعي من استعداداتها لفتح باب الترشيح لاول انتخابات رئاسية مصرية وفقا لنظام الاقتراع السري المباشر بين أكثر من مرشح. واعدت اللجنة لهذه الغاية ثلاثة نماذج خاصة بعملية الترشيحات ترفق بالمستندات التي نص عليها قانون تنظيم الانتخابات الرئاسية وقرار اللجنة بالقواعد المنظمة لمباشرة اختصاصاتها وذلك بعد أن حددت اجراء الجولة الاولى يوم السابع من سبتمبر المقبل على ان تجري انتخابات الاعادة اذا توافرت مقتضياتها يوم 17 من الشهر نفسه. واشترطت اللجنة التي ستتلقى طلبات المرشحين للانتخابات الرئاسية لمدة اسبوع ان يقدم مرشحو الاحزاب السياسية شهادة من احزابهم بترشيحهم لمنصب رئيس الجمهورية فيما طالبت بأن يرفق المرشح من غير مرشحي الاحزاب السياسية طلب ترشيحه بما يفيد تأييده من 250 عضوا من الاعضاء المنتخبين لمجلسي الشعب والشورى والمجالس الشعبية المحلية للمحافظات. وتزامن ذلك مع اصدار وزير الاعلام المصري انس الفقي تعليماته لرئيس اتحاد الاذاعة والتليفزيون بتغطية المؤتمرات التي تعقدها الاحزاب لاعلان مرشحيها للانتخابات الرئاسية وبثها على قنوات التليفزيون الأرضية والفضائية وكذلك على شبكات الاذاعة. وبغية العمل على تحقيق فرص متكافئة لكل المرشحين لعرض برامجهم دعا الفقي الأحزاب الى تعيين مسؤول اتصال اعلامي في كل منها لتولي التنسيق مع اتحاد الاذاعة والتليفزيون الحكومي لتنظيم التغطية الاعلامية للمرشحين للانتخابات الرئاسية فور الاعلان عن الأسماء النهائية. وكان الرئيس المصري الذي أعلن خوضه الانتخابات الرئاسية المقبلة قد تعهد في محافظة المنوفية مسقط رأسه في كلمة القاها بهذه المناسبة باجراء انتخابات تنافسية حرة ونزيهة. ورحبت الصحف القومية امس باعلان الرئيس مبارك خوض الانتخابات الرئاسية سعيا لفترة ولاية جديدة لاستكمال المسيرة معتبرة أنه يأتي استجابة لنبض الشعب المصري مشيرة الى أن الشارع المصري هو الذي سيقرر بنفسه شكل المستقبل من خلال الانتخابات. وكان رؤساء احزاب التكافل ومصر العربي الاشتراكي والغد والدستوري والاحرار قد اعلنوا تقدمهم للترشيح للرئاسة فيما كان حزبا التجمع والعربي الناصري قد اعلنا مقاطعتهما للانتخابات والمرجح أن يواجه المستقلون الراغبون في الترشيح للانتخابات صعوبات لنيل الاصوات المطلوبة من المجالس النيابية والمحلية. ومن المقرر أن يتم اجراء الانتخابات البرلمانية المصرية في اعقاب الانتخابات الرئاسية وذلك وسط اهتمام غير مسبوق على الاصعدة المحلية والاقليمية والدولية في ظل توقعات بأن تجري في مناخ تسوده الشفافية.