خلا اليوم الثاني لتلقي طلبات الترشيح للانتخابات البرلمانية المصرية التي ستبدأ الشهر المقبل من مفاجآت كبيرة. وكان عدد المرشحين في اليوم الاول وصل الى 2435 مرشحاً في جميع المحافظات ينتمون الى الحزب الوطني الحاكم واحزاب المعارضة والمستقلين وبينهم اعضاء في جماعة "الاخوان المسلمين" المحظورة التي يتحدث قادتها عن استمرار الحملات ضد الفاعلين في الانتخابات من عناصرهم. وحصل كل مرشحي الحزب الوطني الحاكم على رمزي "الهلال" المخصص لمقعد الفئات و"الجمل" المخصص لمقعد العمال في كل الدوائر التي رشحوا فيها ما اثار حفيظة مرشحي احزاب المعارضة والمستقلين الذين وزعت عليهم رموزاً اخرى. لكن مدير الإدارة العامة للانتخابات في وزارة الداخلية اللواء محروس شبايك أكد ان الرموز وزعت بحسب أولوية تقديم طلبات الترشيح. وحتى ظهر أمس فاق عدد المرشحين ثلاثة آلاف بلغ عدد مرشحي "الاخوان" منهم نحو 40 شخصاً بينهم سبعة في الاسكندرية و12 في الغربية وثمانية في الشرقية وستة في المنوفية وخمسة في الجيزة وثلاثة في القاهرة. وتترقب الاوساط السياسية موقف القطب البارز في الجماعة المحامي سيف الاسلام حسن البنا الذي سيقدم أوراق الترشيح غداً بعدما تردد أنه يرغب الترشيح في دائرة السيدة زينب منافساً رئيس مجلس الشعب البرلمان الدكتور احمد فتحي سرور، لكن البنا أكد ل"الحياة" انه لم يحسم بعد الدائرة التي سيترشح فيها. وعلى عكس كل الاحزاب المرخص لها بالعمل السياسي والتي اقام كل منها غرفة عمليات، لم يقدم "الاخوان" على اتباع الاسلوب نفسه ما جعل من متابعة نشاط مرشحيهم امراً صعباً، وأكد النائب السابق القطب البارز في الجماعة الدكتور عصام العريان أن الجماعة حرصت على عدم منح الفرصة للحكومة لاصطياد مرشحيها بدعوى أنهم يعملون ضد تنظيم محظور. واشار الى أن مرشحي "الاخوان" منحوا حرية التعاطي مع الناخبين ووسائل الاعلام كل بحسب ظروفه من دون تنسيق مع قادة الجماعة قد يترجم على أنه عمل تنظيمي. وعلى صعيد الحملات ضد عناصر الجماعة أفاد المحامي عبدالمنعم عبدالمقصود ان نيابة أمن الدولة قررت مساء أول من أمس حبس 14 شخصاً لمدة 15 يوماً اعتقلتهم على ذمة التحقيقات، في أربع محافظات، مؤكداً ان المتهمين "من العناصر الفاعلة في الانتخابات وجاءت عملية توقيفهم لتخويف المواطنين من مساندة مرشحي الجماعة". وأوضح المحامي أن عدد المحتجزين في السجون المصرية من اعضاء الجماعة مما اوقفوا خلال الشهورالثلاثة الماضية بلغ نحو 300 شخص مجموع الذين اعتقلوا خلال تلك الفترة. وربما كانت المفاجأة الوحيدة في اليوم الثاني للحملة الانتخابية إعلان الصحافي أنور خاطر الترشيح على مقعد الفئات في دائرة الباجور منافساً لوزير مجلسي الشعب والشورى السيد كمال الشاذلي الذي يفوز بالمقعد دائماً وفي أحيان كثيرة بالتزكية. ووزع خاطر بياناً اعتبر فيه أن فرصته في النجاح كبيرة، وذكر أن قطاعات في الدائرة عبرت عن ارتياحها لخوضه الانتخابات. وقال: "إن المنطق يستلزم ضرورة التغيير الى الافضل وسوف تفوز الارادة الشعبية لا سيما ان التوجهات الحالية تستوجب ضرورة افساح المجال امام الشباب لخوض غمار التجربة السياسية وهو ما نادى به دوماً الرئيس حسني مبارك". مشيراً ان محاربة الفساد "هي الأساس والعمود الفقري لبرنامجه الانتخابي".