إسلام آباد، خواجه بهاء الدين افغانستان - "الحياة"، رويترز - اعلن التحالف الشمالي المناهض لحركة "طالبان" ان قادته انتشروا في اماكن عدة في البلاد لقيادة المقاومة وصد هجوم متوقع للحركة. وقال قائد التحالف الجنرال أحمد شاه مسعود بعد مشاورات اجراها على مدى ايام مع معارضين آخرين في معقله في وادي بنجشير شمال كابول ان "الامور سارت على ما يرام وقررنا العمل معاً". وكان الاجتماع بمثابة ظهور رسمي جديد للعديد من الشخصيات التي تغلبت عليها "طالبان" في جولات سابقة من الحرب الاهلية وارغمتها على العيش في المنفى. ومن ابرز الذين شاركوا في المشاورات الحاكم السابق لولاية هراة غرب الجنرال اسماعيل وقائد الميليشيات الاوزبكية الجنرال عبدالرشيد دوستم وزعيم حزب الوحدة الشيعي كريم خليلي. وقال مسعود: "اننا لا ننتمي الى اي حزب سياسي، ولكننا ننتمي الى الحكومة الافغانية". وقال محمد عارف الناطق باسم مسعود ان دوستم غادر بنجشير اول من امس في طائرة هليكوبتر عائداً الى مسقط رأسه في اقليم جوزجان شمال غربي وهو جيب للمقاومة ضد "طالبان" سيقوم دوستم بتنشيطه. كذلك، اعلن الناطق باسم المعارضة الأفغانية محمد هبيل أمس أن دوستم سيفتح جبهة جديدة في منطقة بلخاب في ولاية ساري بول الشمالية، بهدف طرد مقاتلي الحركة من المنطقة. وأضاف عارف الذي كان يتحدث في منطقة خواجه بهاء الدين ان اسماعيل خان توجه الى مكان قريب من هراة لتحريك المقاومة من جديد هناك، فيما عاد خليلي الى قواته التي تقاتل "طالبان" في اقليم باميان. وبدا ان هذا الانتشار يهدف الى تعطيل هجوم متوقع قريباً ضد منطقة رئيسية يسيطر عليها مسعود شمال شرقي افغانستان، اذ قال عارف: "نتوقع هجوماً كبيراً تشنه طالبان خلال ايام في منطقة داشتي قلعة، اذ نرصد العديد من تحركات القوات". وأشار الناطق الى ان مسعود وصل من بنجشير الى خواجه بهاء الدين و"هو هنا حالياً للتأكد من ان كل شيء معد" لمواجهة الهجوم. ويذكر ان "طالبان" سيطرت على معظم انحاء البلاد بما في ذلك العاصمة كابول منذ عام 1996، كما سيطرت على طالقان المعقل الرئيسي للمعارضة في ايلول سبتمبر الماضي. الا ان مسعود عزز دفاعاته بعد ذلك وشن هجوماً مضاداً صغيراً قبل ان يتوقف القتال بسبب فصل الشتاء. ومنذ ذلك الوقت يركز على اعادة تنشيط زعماء المعارضة الآخرين الذين هزموا في القتال على امل توزيع الضغط على "طالبان"، وعرقلت هجوم تخطط لشنه على مناطقه. وفي الوقت نفسه، بدأ خليلي الموالي لطهران هجمات حول باميان في كانون الاول ديسمبر الماضي، الا ان القادة الآخرين لم يتسن لهم المشاركة في القتال بعد. استعدادات "طالبان" وأكد مسافرون عادوا من كابول ل"الحياة" امس، ان "طالبان" تقوم باستعدادات ضخمة استعداداً لجولة دموية جديدة في فصل الربيع وهو "موسم القتال" في أفغانستان. وشوهدت ناقلات وشاحنات تنقل مقاتلي الحركة في اتجاه خطوط القتال، إضافة إلى أن طياري الحركة أكدوا لبعض المصادر أنهم يستعدون للقيام بغارات جوية بعد عمليات صيانة لطائراتهم وتوفير الوقود لها، على رغم الحظر الاقتصادي. وكانت مناوشات اندلعت أول من أمس في شمال البلاد ووسطها. وتبادل الطرفان الاتهامات بشأن المسؤولية عن بدء المعارك، على أساس أن هناك هدنة من أجل السماح للمنظمات الدولية بإجراء لقاح مضاد للشلل للأطفال. ويعتقد ان هجوم "طالبان" سيستهدف ولاية تخار شمال أفغانستان وهي الولاية الوحيدة المتبقية في ايدي المعارضين ومنفذهم الى طاجيكستان المتهمة بتزويدهم امدادات. وتهدف "طالبان" بذلك إلى قطع الطريق على وادي بنجشير الذي يتحصن فيه قائد المعارضة أحمد شاه مسعود.