أكدت مصادر مطلعة ل"الحياة" ان وفداً مؤلفاً من ثلاثة مسؤولين اميركيين يزور أفغانستان منذ أسبوع، التقى مسؤولين في حركة "طالبان" في ولاية هراة غرب البلاد، مشيرة الى ان المحادثات تركزت على الجانب الإنساني والإغاثي. لكن مصادر الحركة نفت حصول اي لقاء بين الجانبين، علماً ان الهدف المعلن لزيارة الوفد الاميركي هو تقويم حجم الأضرار التي لحقت بالشعب الأفغاني بسبب القحط والجفاف. في غضون ذلك، توقعت مصادر زارت الشمال الافغاني أخيراً، اندلاع معارك عنيفة بين طرفي النزاع في افغانستان بعد عودة قائد الميليشيات الأوزبكية الجنرال عبدالرشيد دوستم إلى البلاد لتفعيل تحالفه مع القوات المناهضة ل"طالبان" التي يقودها الجنرال الطاجيكي أحمد شاه مسعود. وجاء ذلك في ظل تقارير عن وصول شحنة ضخمة من الامدادات العسكرية إلى مناطق المعارضة، تتضمن 150 دبابة روسية الصنع و12 صاروخاً من طراز "لونا" التي يصل مدى الواحد منها إلى 45 كيلومتراً، اضافة الى طائرات مروحية وأسلحة وذخائر. وأكدت المصادر التي تحدثت الى "الحياة" ان مسعود التقى دوستم واتفقا على ان يعمل الاخير انطلاقاً من بنجشير شمال كابول. ويقيم القائد الأوزبكي الذي عاد من تركمانستان إلى أفغانستان الأسبوع الماضي، في مناطق خاضعة لسيطرة القائد الشيعي محمد محقق في ولاية سمنجان الشمالية. ويتوقع أن تفتح المعارضة 3 جبهات ضد "طالبان" في ولايات مزار الشريف وبدخشان وتخار، ولكن علم أن الحركة تدفع حالياً بالآلاف من قواتها إلى جبهات القتال لمواجهة "صيف ساخن" ربما شهد تغييراً في موازين القوى. أما الوفد الأميركي الذي يزور افغانستان فيضم ثلاثة مسؤولين، قدم أثنان منهما من واشنطن، وهما بيتر موريس وجوب هيفني ويعملان في قسم الكوارث التابع لوزارة الخارجية، وانضم اليهما ديبلوماسي من السفارة في إسلام آباد يدعى توم هوساك. وتوجهوا ضمن بعثة برنامج الغذاء العالمي إلى هراة ومزار الشريف في الثاني عشر من الشهر الجاري، وتستمر زيارتهم الى الاربعاء المقبل. وأكدت مصادر برنامج الغذاء العالمي أن الزيارة انسانية ولا تحمل أي دلالات سياسية، لكن مراقبين رأوا أنها قد تشكل تغيراً في الموقف الأميركي من "طالبان" خصوصاً بعد اللقاء الذي عقده عضو الكونغرس الأميركي دانا رورا بكر في الدوحة مع وزير خارجية الحركة ملا وكيل أحمد متوكل.