} تنظم في جمهورية الجبل الأسود اليوم انتخابات تشكل امتحاناً لمصير ما تبقى من يوغوسلافيا السابقة، فيما حذرت بلغراد من احتمالات نشوب صراع دموي اذا فاز الانفصاليون في الجمهورية. كشفت استطلاعات الرأي العام عشية الانتخابات الطارئة التي تجرى اليوم الأحد في الجبل الأسود، ان الاستقلاليين سيحصلون على 54 في المئة من اصوات الناخبين، في مقابل 46 في المئة للاتحاديين. وبسبب أهمية هذه الانتخابات فان 3278 مشرفاً أوروبياً وصحافياً محلياً وأجنبياً، يراقبون عمليات الاقتراع التي تستمر من السابعة صباحاً وحتى التاسعة مساء بالتوقيت المحلي، للتأكد من مدى نزاهتها والتزامها الضوابط الديموقراطية الأوروبية. ويشارك في هذه الانتخابات 15 حزباً سياسياً ينقسمون الى فريقين متناقضين، احدهما انفصالي والآخر اتحادي، ويتنافسون على 77 مقعداً يتكوّن منها برلمان الجمهورية، ويمثلون 21 بلدية في الجبل الأسود الذي يبلغ عدد سكانه زهاء 650 ألف نسمة، بينهم 35 في المئة ينتمون الى الاقليات العرقية الألبانية والبوشناقية والكرواتية، الداعمة بقوة للاستقلال نظراً لعدائها التقليدي للصرب. وبدا الصراع عنيفاً بين الطرفين الاستقلالي والاتحادي، اذ دعا رئيس "الاتحاد الديموقراطي الألباني" في الجبل الأسود محمد باردي، السكان الألبان الى التصويت للاستقلاليين "لأن حقوقهم لن تتوافر ما لم يتحقق الانفصال عن صربيا". وقال البوشناقي أورخان رجباغيتش رئيس بلدية "بلاف" التي يجاورها شرقاً اقليم كوسوفو وجنوب دولة البانيا، ان التصويت لمصلحة الاستقلال يعني "ان الجبل الأسود يرفض تدخل بلغراد في شؤونه ولا يقبل نصائح روسيا". ونقل تلفزيون بلغراد امس عن الرئيس اليوغوسلافي فويسلاف كوشتونيتسا، قوله "على الرغم من التزامي قرار الناخبين في الجبل الأسود، الا انني احذر من حدوث نزاع دموي في حال فوز الانفصاليين". وتقف الولاياتالمتحدة والدول الأوروبية ضد انفصال الجبل الأسود، خشية ان ينعكس ذلك على البوسنة ومقدونيا وكوسوفو وحتى بلغاريا ورومانيا وأنحاء بلقانية اخرى، ما سيضع المنطقة في دوامة من الفوضى. وأشارت صحف بلغراد الى ان روسيا ستستخدم حق النقض الفيتو ضد قبول جمهورية الجبل الأسود في الأممالمتحدة، في حال اصرار قيادتها على الاستقلال. ويسود الاعتقاد لدى المراقبين في منطقة البلقان، انه في حال استقلال الجبل الأسود، بعد انفصال سلوفينيا وكرواتيا والبوسنة ومقدونيا قبل تسع سنوات، فان اسم يوغوسلافيا الذي يعني: السلاف الجنوبيين سيحذف من خريطة العالم، لأن بلغراد ستجعل اسمها الرسمي صربيا، بعدما بقي هذا الاسم معروفاً عالمياً لمدة 73 سنة.