سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الزعيم الكوسوفوي آدم ديماتشي ل"الحياة": إحلال الثقة بين الصرب والألبان ممكن . إبتهاج في صربيا وتحفظ في الجبل الأسود إزاء عودة يوغوسلافيا إلى الأمم المتحدة
} وصفت بلغراد عودتها الى الأممالمتحدة بالانجاز العظيم الذي حققته "الحركة الديموقراطية الصربية"، لكن حكومة جمهورية الجبل الأسود أبدت عدم ارتياحها لذلك لأنه يقطع طريق الاستقلال الذي تسعى اليه، فيما أكد الرئيس فويسلاف كوشتونيتسا استعداده للتحادث مع ابراهيم روغوفا الفائز في انتخابات المجالس البلدية في كوسوفو، في وقت أبلغ الزعيم الألباني آدم ديماتشي "الحياة" ان احلال الثقة بين الأعراق في الاقليم، لا يزال ممكناً. أعلن المرشح لمنصب وزير الخارجية في الحكومة الاتحادية اليوغوسلافية غوران سفيلانوفيتش ان قرار مجلس الأمن أمس بعدم الاعتراض على طلب الاتحاد اليوغوسلافي صربيا والجبل الأسود العودة الى الأممالمتحدة كدولة تشكل الرقم 190 بين الدول الأعضاء، "يمثل انجازاً عظيماً للحركة الديموقراطية الصربية". وأضاف سفيلانوفيتش انه سيغادر الى نيويورك لحضور جلسة الأممالمتحدة التي ستعقد اليوم الخميس أو غداً "للمصادقة على قبول يوغوسلافيا في عضويتها". ووصف هذه العودة بأنها "خطوة كبيرة في اتجاه إنهاء العزلة الدولية التي عانت منها يوغوسلافيا خلال السنوات الثماني الماضية". ورحب ممثلو الدول الدائمة العضوية في المجلس بعودة يوغوسلافيا الى المنظمة الدولية. وأبدى المندوب الأميركي ريتشارد هولبروك ارتياحه لذلك "بعد التغيير الديموقراطي في بلغراد". وكان كوشتونيتسا، بعث برسالة الى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان في شأن الرغبة في العودة الى المنظمة الدولية كدولة جديدة أسوة بالجمهوريات الأربع الأخرى سلوفينيا وكرواتيا والبوسنة ومقدونيا. ويذكر ان نظام الرئيس السابق سلوبودان ميلوشيفيتش كان رفض تقديم طلب الى الأممالمتحدة لقبول الاتحاد اليوغوسلافي كدولة جديدة في عضويتها، وظل مصراً على انها استمرار ليوغوسلافيا السابقة العضو في المنظمات الدولية، ما جعل لها صفة الوجود في الأممالمتحدة كمراقب. وإلى ذلك، نقل تلفزيون العاصمة بودغوريتسا عن رئيس الجبل الأسود ميلو جوكانوفيتش، عدم ارتياحه لعودة يوغوسلافيا الى الأممالمتحدة "قبل اقامة علاقات جديدة بين الجبل الأسود وصربيا، بحسبما كان طلب من مجلس الأمن في رسالة خاصة". وأعرب عن اصراره على "ضرورة ان يكون ليوغوسلافيا مقعدان في الأممالمتحدة أحدهما لصربيا والآخر للجبل الأسود". كوسوفو وأعلن الرئيس اليوغوسلافي عن استعداده للتحادث مع الزعامة الألبانية التي فازت في الانتخابات المحلية التي جرت في كوسوفو الأحد الماضي "على كل شيء يتعلق بحاضر الاقليم ومستقبله، باستثناء الاستقلال الذي لا يمكن أن يسمح الصرب به ابداً". وقوّم كوشتونيتسا في تصريح نقله تلفزيون بلغراد، نتائج الانتخابات المحلية في كوسوفو بأنها: "أثبتت خيار الألبان بالاعتدال". وقال "احذر من أن الاصرار على استقلال الاقليم سيكون تصرفاً خطراً جداً، ولذا فإنني مستعد لكل أشكال المحادثات التي لا يطرح فيها الانفصال عن يوغوسلافيا وصربيا". وكانت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا التي أشرفت على الانتخابات المحلية في كوسوفو، أعلنت فوز "الرابطة الديموقراطية لكوسوفو" التي يقودها روغوفا بمجالس 24 بلدية من مجموع 30 بلدية يتكون منها الاقليم. وألقى رئيس المكتب السياسي بجيش تحرير كوسوفو السابق آدم ديماتشي محاضرة حول "العلاقات الصربية - الألبانية حالياً ومستقبلاً، في المركز الاعلامي في بلغراد، أكد فيها أن على الطرفين "ان يدركا ان احلال الثقة بينهما لا تزال ممكنة، اذا تحادثا بشكل متكافئ ورغبة في الاتفاق والتعاون". وكان ديماتشي، الذي قضى 28 سنة في سجون يوغوسلافيا السابقة لمواقفه الوطنية الألبانية، جاء الى بلغراد تلبية لدعوة "معهد الدراسات الاستراتيجية والتطور" لالقاء هذه المحاضرة، التي حضرتها "الحياة" وأكد في بدايتها انه "يعتبر نفسه خلال المحاضرة شخصاً يحمل الصفات الانسانية والتوجهات السلمية". وأكد أن المشكلة ليست في كوسوفو، وإنما هي في بلغراد "التي أبت الاعتراف بأن الألبان متساوون مع الصرب في الحقوق". وأعرب عن أمله بأن تنتبه صربيا الديموقراطية لهذا الأمر و"ألا تقع في أخطاء مثل من سبقها". وعلى هامش المحاضرة، سألت "الحياة" ديماتشي عن كيفية توفير أجواء محادثات ايجابية بين كوشتونيتسا وروغوفا، فقال: "على بلغراد أن تعترف بنتائج الانتخابات المحلية في كوسوفو وتفرج عن المعتقلين والسجناء الألبان في صربيا.. وحينه، يمكن أن يأتي روغوفا الى بلغراد، كما أتيت أنا، ويذهب كوشتونيتسا الى بريشتينا". وعما ذكره زعيم صرب شمال ميتروفيتسا أوليفر ايفانوفيتش ل"الحياة" بوجود معتقلات للمخطوفين من صرب كوسوفو فيألبانيا، أجاب ديماتشي: "أؤكد لا توجد معسكرات للصرب لا في كوسوفو ولا في ألبانيا... ولكن يجب أن نعترف بأن حال الصرب في كوسوفو مؤلمة لانحسارهم في مناطق ضيقة، وينبغي على المجتمع الدولي الذي جاء الى كوسوفو ليحمي الألبان، أن يوفر الحماية نفسها للصرب والأعراق الأخرى في الاقليم، لأن المواجهات الدامية التي أدت الى ضحايا انتهت، ولا بد من حياة جديدة". وأشار ديماتشي، الى أنه خلال وجوده الحالي في بلغراد سيلتقي مسؤولين في السلطة اليوغوسلافية الجديدة، ويؤكد لهم كما أكد للألبان من قبل، على "ضرورة طلب العفو المتبادل عما قام كل منهما ضد الآخر". ومعلوم أن ديماتشي انسحب من الحياة السياسية خلال محادثات رامبوييه 1999 عندما اعتبرته وزيرة الخارجية الاميركية مادلين أولبرايت "شخصاً لا يمكن الارتياح له".