كشفت مصادر فلسطينية واسرائيلية متطابقة امس اجراء اتصالات سرية بين الجانبين لخفض العنف، فيما كان مقررا عقد لقاء امني مساء امس عند معبر ايريز بين قطاع غزة واسرائىل. وقالت الاذاعة الاسرئىلية أمس ان اسرائيل استجابت طلب السلطة الفلسطينية استئناف اللقاءات الأمنية. ونقلت عن مصادر رفيعة في ديوان رئيس الحكومة تشكيكها في صدق نيات الفلسطينيين، واحتمال ان يكونوا يسعون الى تحسين صورتهم لدى الادارة الاميركية. وذكرت بان الفلسطينيين رفضوا الاسبوع الماضي المشاركة في لقاء أمني، مشيرة الى ان السلطة تسعى جاهدة الى إرضاء الادارة الاميركية لتقوم بدعوة الرئيس ياسر عرفات. واضافت الاذاعة ان السلطة الفلسطينية أبلغت اسرائيل انها اعتقلت خلية ثالثة من أفراد "حركة المقاومة الاسلامية" حماس ليل الجمعة - السبت، كانت تقوم بإطلاق قذائف "هاون" نحو مستوطنات. وكانت السلطة ابلغت في وقت سابق اسرائيل انها اعتقلت خليتين قامتا بالنشاط ذاته. وقللت مصادر قريبة من رئيس الحكومة ارييل شارون من اهمية نشاط السلطة هذا، وقالت ان شارون لا يرى فرقاً بين اطلاق قذائف "هاون" وبين اطلاق نار من اي سلاح آخر أو وضع عبوة ناسفة، وكررت موقفه الداعي الى وقف العنف كلياً وليس خفضه فقط. وزادت ان لدى اسرائيل معلومات تؤكد ان هناك تنسيقاً كاملاً بين حركة "حماس" والسلطة الفلسطينية في مسألة اطلاق قذائف "الهاون" وانه حتى ان اعتقلت السلطة أفراداً من هذه الحركة، فمن غير الواضح المدة الزمنية لهذا الاعتقال. في غضون ذلك، اكد وزير الخارجية الاسرائىلي شمعون بيريز انه اجرى محادثات سرية مع عدد من كبار رجالات السلطة الفلسطينية، مضيفا للاذاعة الاسرائيلية امس انه تقرر عدم اجراء مفاوضات سياسية حتى خفض وتيرة العنف، لكن لم يتقرر وقف الحوار. وزاد: "يجب تحقيق اختراق. هذا ممكن حتى لو كان صعبا"، من دون ان يحدد هوية محاوريه الفلسطينيين. وفي مقابلة مع تلفزيون "الجزيرة"، قال بيريز ان الاتصالات السرية اخيرا مع الفلسطينيين بدأت بداية طيبة، مضيفا ان المحادثات تسير على 4 محاور وهي سبل وقف النار، وتحسين الأوضاع الاقتصادية في المناطق الفلسطينية، والعودة الى مائدة المفاوضات، ووقف التحريض على العنف من جانب الفلسطينيين. وعلى ما يبدو، فان هدف هذه الاتصالات لا يحظى باجماع لان شارون اعلن اول من امس ان اسرائيل ستخوض "حربا طويلة الامد وبلا هوادة ضد الارهاب"، مؤكدا انه لن يقيم محادثات سلام مع الفلسطينيين تحت ضغط العنف. من جهته، اكد الامين العام لمجلس الوزراء الفلسطيني احمد عبد الرحمن ان "هناك اتصالات تجرى مع الجانب الاسرائيلي على مستويات مختلفة، لكن لا وجود لمفاوضات على الاطلاق". واضاف: "لن تكون هناك مفاوضات قبل ان توقف حكومة ارييل شارون عدوانها ضد الشعب الفلسطيني والاعتراف بحقوقه والاعراب عن نيتها الانسحاب من الاراضي المحتلة". وزاد ان الهدف من الاتصالات الجارية هو "استطلاع كل طرف لاراء الطرف الاخر".