سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ارتفاع عدد الوزراء اليمينيين المطالبين ب"إبعاد" الرئيس الفلسطيني . شارون يعتبر نفسه في حال حرب مع عرفات وقد يوصي حكومته بإعلان السلطة الفلسطينية "عدواً"
الناصرة - "الحياة" - اتسمت المداولات الماراثونية لرئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون واركان حكومته وقادة اجهزة الأمن بحالة من التكتم الصارم في شأن الخطوات الانتقامية التي يضمرها شارون للرد على الهجمات الانتحارية التي نفذها فلسطينيون في القدس وحيفا، قبل يومين مع ان بعض الخطوات اتضح امس وتمثل بتدمير مقر الرئيس الفلسطيني في غزة. وترأس شارون ليل أمس جلسة طارئة لحكومته بصفتها "لجنة وزارية للشؤون الامنية" ما يعني سرية أبحاثها التي دارت اساساً حول اقرار الرد العسكري وتوجيه ضربة للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة "وتعتمد اساساً على اساليب مارسها الجيش في الماضي إلا أنها ستشكل قفزة نوعية في سبل مكافحة الارهاب"، على حد تعبير الاذاعة الاسرائيلية. وجاء الاجتماع بعدما وجه شارون، في خطوة نادرة، خطاباً الى الاسرائيليين نقله التلفزيون والاذاعة في بث مباشر وبعد جلسة تشاورية عقدها في مطار عسكري في تل ابيب، فور عودته من الولاياتالمتحدة بمشاركة رؤساء اجهزة الأمن وعدد من أقطاب حكومته بهدف بلورة الخطوات العسكرية المزمع اتخاذها للرد على أعنف موجة من العمليات الانتحارية تشهدها المدن الاسرائيلية. وفي الوقت الذي آثر شارون عدم الإدلاء بأي تصريح صحافي نقلت الاذاعة عن أوساط قريبة منه انه عاقد العزم على ان يكون الرد الاسرائيلي حازماً وغير مسبوق. ونقلت صحيفة "معاريف" عن هذه الأوساط قولها ان شارون يعتقد ان اسرائيل في حال حرب مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وانه من غير المستبعد ان يوصي حكومته باتخاذ قرار بالاعلان عن ان السلطة الفلسطينية عدواً وتصعيد الحرب ضدها. واضافت ان شارون قال لمقربيه ان هناك بديلاً لعرفات "بعدما توصلت الى قناعة مفادها انه لا يمكن التعامل مع هذا الرجل". وزادت ان شارون لا يشاطر وزير خارجيته شمعون بيريز الرأي في ان "حركة المقاومة الاسلامية" حماس ستخلف عرفات في حال الإطاحة به. من جهتها أفادت صحيفة "هآرتس" في موقع الانترنت التابع لها ان بيريز ووزير الدفاع بنيامين بن اليعيزر يؤيدان توجيه ضربة عسكرية للسلطة الفلسطينية لكنهما يعارضان تقويض السلطة الفلسطينية واقصاء رئيسها كما يطالب عدد كبير من الوزراء، كما أنهما يعارضان الاعلان عن ان السلطة الفلسطينية عدوة أو مؤيدة للارهاب. ونقل الموقع عن الوزيرين تحذيرهما من "كسر كل أدوات التعامل مع السلطة الفلسطينية" وانهما يؤيدان توجيه ضربة عسكرية عنيفة تتزامن مع ممارسة ضغوط اميركية وأوروبية على الرئيس الفلسطيني لوقف النار. ويعوّل بيريز، كما أفاد موقع صحيفة "يديعوت احرونوت" على دور مصري كبير. ونقل عنه ابلاغه قريبين منه خشيته من ان تقرر الحكومة اعادة اقتحام المناطق الخاضعة للسلطة الفلسطينية و"في هذه الحال سيدوم التوغل طويلاً وقد لا ننسحب ابداً". الى ذلك، كرر عدد من وزراء اليمين دعوتهم الى اصدار اعلان يعتبر السلطة الفلسطينية "ارهابية" والعمل على تقويضها و"طرد" الرئيس الفلسطيني. وقالت مصادر صحافية ان سبعة من وزراء المجلس الوزاري المصغر ال14 يدعون الى ذلك، وان من شأن صوت شارون ان يحسم المسألة. وارتفع عدد الوزراء المطالبين بتقويض السلطة في اعقاب انضمام وزيري حركة شاس الدينية الشرقية ايلي يشاي وشلومو بنزري وتصريح الأول انه "ربما آن الأوان لإبعاد عرفات وقادة السلطة". واتفق الصحافيون الذين رافقوا شارون في زيارته للولايات المتحدة على ان رئيس الحكومة لم يطرح على مسمع الرئيس الاميركي امكان طرد عرفات وتقويض السلطة، لكنه أبلغه ان اسرائيل لا تتوقع من الرئيس الفلسطيني ان ينشط ضد الارهاب "وانها ستقوم بمكافحة الارهاب بنفسها". وكتب أبرز المعلقين الاسرائيليين ناحوم بريناع يقول ان الرئيس الاميركي قرر "ألا يكون كابحاً" لخطوات عسكرية اسرائيلية رداً على "موجة العنف"، و"اذ لم يمنحه ضوء أخضر فقد منحه، ضمنياً ضوءاً اصفر غمازاً والكرة الآن في الملعب الاسرائيلي الذي هبط اليه شارون اليوم غاضباً ومتألماً ومتعطشاً لعملية عسكرية". وكتب المعلق العسكري في "هآرتس" زئيف شيف ان الاميركيين يتوقعون ان يعيد الجيش الاسرائيلي انتشاره في المناطق الفلسطينية ويعد نفسه لعملية واسعة النطاق و"خلافاً للماضي فإن الرد الاميركي ليس سلبياً".