هدد رئيس الحكومة الإسرائيلية ارييل شارون السلطة الوطنية بإلغاء ما أسماه اجراءات تخفيف الحصار العسكري المفروض على المدن والقرى الفلسطينية إذا ما استأنف الفلسطينيون "أعمال العنف". وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن شارون بعث برسالة بهذا المضمون إلى الرئيس ياسر عرفات عبر أقنية اتصال مختلفة. الناصرة - "الحياة" بثت الإذاعة الاسرائىلية امس ان رئيس الحكومة ارييل شارون الذي يبدأ اليوم زيارته لواشنطن، لن يتردد في قطع زيارته إذا ما استدعت "تطورات أمنية" ذلك، على رغم ثقته بالقائم بأعماله شمعون بيريز ووزير دفاعه بنيامين بن اليعيزر. وانضم بيريز أيضاً إلى محذري السلطة والرئيس ياسر عرفات من مغبة "مواصلة الارهاب"، وقال للإذاعة الإسرائيلية أمس إن الدولة العبرية ما زالت تنتظر رد عرفات على كشف "خلية قلندية" التي قال انها خططت لتنفيذ هجمات في القدس. وأضاف: "اننا ننتظر أن يتخذ عرفات اجراءات عملية لوضع حد للارهاب وأعمال العنف، وعليه أن يعرف ان اللجوء إلى القوة والعنف لم يجده نفعاً. ولم يحصل أحد على شيء من إسرائيل عبر الرصاص والمدافع والأسلحة، بل حصلت مصر السادات أكثر مما حصلت عليه مصر عبد الناصر". واضاف بيريز أن إسرائيل وجدت نفسها مرغمة على فرض طوق أمني على المناطق الفلسطينية و"لم نكن معنيين بالتسبب بمعاناة مواطنين من أعمال ليسوا مسؤولين عنها". وقال إن إسرائيل تسعى الآن إلى تحقيق الأمن لحدودها ومواطنيها لتنطلق بعد ذلك إلى تحقيق الهدف المركزي - السلام. وزاد: "لقد أخطأ عرفات حين رفض اقتراحات إسرائيلية سخية أكثر من اللزوم برأيي، وعليه أن يدفع ثمن خطئه". وتابع بيريز، العائد من اميركا، ان عرفات لن يحظى بأي دعم أميركي أو حتى دولي طالما لم يفهم "ان الارهاب والسلام لا يسيران معاً". وحدد اربع مهمات يجب تنفيذها هي "تحسين الوضع الاقتصادي لتجنب معاناة الشعب الفلسطيني بسببه، وان يبدأ الفلسطينيون جديا بمكافحة الارهاب وخفض العنف، ووقف التحريض عليه، والبحث في اعادة اطلاق المفاوضات". وزاد انه يجب فحص إمكان استئناف المفاوضات "من دون اجراء مفاوضات على استئناف المفاوضات". وقال: "يجب العودة الى طاولة المفاوضات، نقطة على السطر"، مؤكدا ان المفاوضات لا يمكن استئنافها على قاعدة الاتفاقات المبرمة. إلى ذلك، بثت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي إن رئيس جهاز الأمن العام شاباك آفي ديختر التقى الأسبوع الماضي أمين سر حركة "فتح" في الضفة الغربية مروان برغوثي، وخرج بانطباع مفاده أن الفلسطينيين لا يبدون استعداداً لوقف الانتفاضة. وأضافت انه على رغم التقرير المتشائم الذي قدمه ديختر لشارون، أصدر الأخير تعليماته بمواصلة الاتصالات مع الفلسطينيين.