أعلن رئيس الجمهورية اللبنانية إميل لحود ان لبنان وسورية رفضا مقايضة الوجود السوري في لبنان، بالحماية السورية واللبنانية الدائمة لأمن شمال اسرائيل. وأكد ان الوجود السوري يرتبط باستراتيجية المواجهة ولا يرتبط بمقايضة بين أمن اسرائيل وبقاء سورية في لبنان. جاء اعلان لحود هذا الموقف خلال مناقشات مجلس الوزراء اللبناني عصر أمس برئاسته، وحضور رئيس الحكومة رفيق الحريري، للتطورات في المنطقة بعد العدوان الاسرائيلي على مركز رادار سوري في ضهر البيدر ليل الأحد الاثنين الماضي. واذ دامت المناقشة زهاء ساعة ونصف الساعة قالت مصادر وزارية ل"الحياة" انها أدت الى تجاوز السجال على توقيت عملية "حزب الله" في منطقة مزارع شبعا السبت الماضي قبل العدوان الاسرائيلي". وتبلّغ مجلس الوزراء من وزير الاقتصاد باسل فليحان الذي اجرى خلال اليومين الماضيين محادثات في ايران ان المسؤولين فيها أبلغوا اليه موافقتهم على تحويل وديعة مالية، كان اقترحها الحريري، الى المصرف المركزي اللبناني دعماً للاقتصاد اللبناني. وستحدد قيمتها في اتصالات لاحقة. وأشار لحود في مستهل الجلسة الى "التطورات الأخيرة ولا سيما منها ما يتعلق بالاعتداءات والتهديدات الاسرائيلية ضد لبنان وسورية"، مؤكداً "ان كل ذلك لم يمنعنا من التشبث بمواقفنا الأساسية الثابتة والقائمة على إزالة الاحتلال الاسرائيلي من الأراضي المحتلة وعودة اللاجئين الفلسطينيين الى أرضهم وإطلاق الأسرى والمعتقلين في السجون الاسرائيلية". وأضاف: "من دون تحصيل هذه الحقوق مجتمعة ومن دون العودة الى أساسيات السلام الشامل والعادل في المنطقة، على اسرائيل ان تعلم، وفي صورة واضحة ونهائية، انها لن تحصل على امنها بالقوة مهما اعتدت أو صعدت وانها ستتحمل نتيجة عدوانها وتصعيدها في الأراضي التي تحتلها، وتتحمل أيضاً داخل اراضيها النتائج المترتبة على محاولة ادخال المنطقة في معادلات جديدة سنرفضها بالمقاومة والسياسة وبكل الوسائل المشروعة حيال المحتل". وتابع: "رفضنا نحن وسورية منذ اكثر من شهرين عروضاً وردت علينا عبر قنوات ديبلوماسية، تقترح مقايضة الوجود السوري الدائم في لبنان بالحماية السورية واللبنانية الدائمة لأمن شمال اسرائيل، وقد رفضنا هذه العروض وقلنا في حينه إن هذا الوجود يرتبط باستراتيجية المواجهة، لا بمقايضة ما بين أمن اسرائيل وبقاء سورية في لبنان، واننا نجدد قول الشيء نفسه اليوم بالنسبة الى العرض الذي تقدم به علناً وزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز في وسائل الاعلام قبل يومين، ونؤكد ان المقاومة مستمرة، وان المقايضة والمعادلات الجديدة التي تحاول اسرائيل فرضها مرفوضة، وستؤدي الى معادلة أخرى من جانبنا تعرفها اسرائيل بالضبط". وقال وزير الاعلام غازي العريضي ان الرئيس الحريري تحدث بعد ذلك فقال "ان اسرائيل تتبع، منذ انتخاب شارون، سياسة انتحارية لن تؤدي الى حل، بل على العكس من ذلك، فإن ما يحصل ضد الفلسطينيين يؤكد انها لا تريد سلاماً، كذلك فإن الاعتداء الذي نفذ على موقع للجيش العربي السوري في لبنان مستنكر من الجميع، وان دلّ الى شيء فإلى ان الحكومة الاسرائيلية تسير في سياسة توسيع دائرة التوتر والعنف في المنطقة، ما سيرتد سلباً عليها. وبالنسبة الينا فقد اعلنا في البيان الوزاري تأييدنا للمقاومة ما دامت اسرائيل تحتل أرضنا، وتعتدي علينا، وبالتالي فإننا لا نزال على خيارنا وموقفنا، وكلنا متفق على السياسة العامة وأعتقد ان الشعب اللبناني مستعد لتحمل المسؤولية والتضحية".