إن كل ما تشهده الأراضي الفلسطينية في الوقت الراهن من حصار عسكري واقتصادي على الشعب الفلسطيني، وكل ما يترافق مع انتفاضة الأقصى من أعمال عنف وقتل ترتكبها الآلة العسكرية الإسرائيلية تجاه المدنيين، ليس سوى مخاض رؤية شارونية، عنصرية الطابع ودموية الغاية والوسيلة، تلك الرؤية التي بدأت ملامحها منذ قمة كامب ديفيد الثانية، حين كان الوضع السياسي مؤهلاً للاحتضار: فالوقت كان يمر على الرئيس كلينتون الذي أراد ان تخرج المفاوضات بإنجاز تاريخي قبل نهاية ولايته علّه يطغى على سيل الفضائح الشخصية التي رافقت ولايته ويستر فشل إدارته في إنجاز تسوية بمنطقة الشرق الأوسط، في الوقت الذي حمل فيه باراك لاءاته الخمس من مستنقع الشارع الإسرائيلي الذي كان يتخبط بين يمينه ويساره، ولم يكن وضع ياسر عرفات أحسن حالاً بعد ان فقد كل ما يمكن ان يتنازل عنه كممثل للسلطة الفلسطينية ووصل الى الخطوط الحمراء بالنسبة للشعب الفلسطيني - مثل هذه الظروف كانت لا بد أن تسفر عن فشل المفاوضات ليعلن الراعي الأميركي مسؤولية ياسر عرفات عن هذا الفشل، بعد ان بذل كل ما بوسعه للضغط عليه لقبول لاءات باراك... حمص - ثائر محمود بدران