لعلّ ما تمتاز به الصحافة أنها شاهدة على محطات، بعضها تاريخي متباعد زمنياً وبعضها الآخر يومي حثيث، تراقب اعتمال الظروف وترافق انبلاج الحدث، وتعكس إيقاع حياة الناس وسعيهم مخطوطَين على ورق... ووسائل أخرى. وجريدة "الأهرام"، في حد ذاتها، شكّلت محطة في تاريخ الصحافة العربية المكتوبة، عندما صدر عددها الأول في 5 آب أغسطس 1876، أي قبل نحو 123 عاماً. وجاءت انطلاقتها تأكيداً لضرورتها. فعندما وصل الأخوان سليم وبشارة تقلا، مؤسِّساها، إلى مصر، آتيين من لبنان، كانت البلاد متّقدة بالتنوّع الثقافي والسياسي. ونشأت تيارات تقودها نُخب "متأوْربة" نتيجة الاحتكاك بالغرب وخصوصاً فرنسا حملة نابوليون، قناة السويس...، ونُخب إسلامية وحركات فلاحية، فضلاً عن نشوء صناعات خفيفة وحركة تجارية وتفاعل ثقافي. وساعد على ذلك ارتخاء قبضة العائلة المالكة وعدم تماسك مواقع السلطة والنفوذ الأخرى التي كانت تحكم المجتمع المصري، آنذاك. وشهدت الصحافة الرسمية، متمثّلة بجريدة "الوقائع المصرية" بعض التحولات أيضاً، إذ طُعّم طاقمها بمحرّرين أضافوا مقالات خبرية وحدثية على الكتابات والبلاغات الرسمية. وفي تلك الحقبة، برزت منشورة "التنكيت والتبكيت"، المعارِضة، لعبد الله النديم. ويحكى أنه كان يصدرها وهو مُلاحَق، متنقّلاً بين المقاهي والحوانيت. فكانت مقرّبة من العامة. ومن الصحف والمنشورات الأخرى نذكر "العروة الوُثقى" في فرنسا وبريطانيا، و"لو تان"، Le Temps، التي بدأت منذ عهد نابوليون واستمرت حتى عام 1945. وكانت هذه الأخيرة صحيفة للدوائر الرسمية، تحمل أيضاً مواد أدبية وثقافية وأخباراً متفرّقة عن نزاعات ومشكلات. في ظلّ تلك الظروف، ولدت جريدة "الأهرام" متأثرة بأسلوب الصحافة الأوروبية. وميزتها أنها صدرت عن قلة دينية في بلد تغلب عليه ثقافة إسلامية، ومن ناس خارج الحكم. ولم تكن صحيفة موالاة ولا معارَضة، إنما مرآة لشؤون المجتمع وشجونه. وكان لا بد من هذه اللمحة التاريخية عن ظروف نشوء جريدة بمكانة "الأهرام" وقدمها، لسببين. أولهما أنها شهدت على ما حمله قرن وربع القرن "من أحداث وانتصارات وحروب وانكسارات ومحطات انطلاق"، كما جاء في افتتاحية العدد 40784، الصادر في 5 آب أغسطس 1998، والتي أعلنت انطلاق موقعها على الإنترنت، بعد مضي 122 عاماً على انطلاقتها الأولى. والسبب الثاني خلو الموقع من لمحة تاريخية مسهبة عن الجريدة نفسها وتطوّرها، وتليق بها. فمن خلال وصلة Al-Ahram since 1876 الأهرام منذ 1876 الموجودة في رأس الزاوية اليمنى لصفحة الاستقبال، يمكن الحصول على لمحة سريعة جداً عن مؤسسة "الأهرام"، تسرد تاريخ إصدارها الأول وانتقالها إلى مبنى جديد، فضلاً عن مطبوعاتها الأخرى وشؤونها العملانية والإدارية. ويتكرّر هذا الأمر بمجمله في كلمة رئيس تحريرها ابراهيم نافع، عبر وصلة Editor كلمة التحرير. ونشير إلى أن كلمة التحرير خلت من أي ذكر لموقع الإنترنت ودوره الفاعل في توسيع انتشارها، مع أن الحاشية اليمنى لصفحة الاستقبال ومحتويات ترويستها المذكورة ظهرت في الموقع يوم 29 آذار مارس 2000، أي بعد انطلاقه بنحو سنتين. وجاء كل ذلك، ويا للأسف، باللغة الإنكليزية فقط، علماً أن لجريدة "الأهرام" مكانة محلّية وإقليمية. وتسهّل الحاشية اليمنى المستجدّة، على القرّاء الاطّلاع على مواد سريعة، كبريد الأهرام، وبرامج التلفزيونات، ومواقيت الصلاة، والبورصة، والطقس، ونتائج المباريات الرياضية. وكان يمكن ربط بابي البورصة والطقس بمحتويات مواقع عالمية ذات صلة، تُغنيهما وتزيد من شموليتها، انسجاماً مع انتشار الزوّار عالمياً. أما موقع "الأهرام"، فكرْمٌ على درب، ينهل منه القاصي والداني، بالمجّان. فهو متاح لمستخدمي الشبكة في 197 دولة، ويتم تحديثه مع صدور كل نسخة ورق يومية. كذلك، تظهر محتوياته في مختلف نُظم التشغيل ويندوز وماك المؤهّلة للنصوص العربية وغير المؤهلة لذلك، بفضل نجاح خبراء مركز الإدارة والحسابات آماك، في إيجاد حلول لاختلاف اللغة العربية وحروفها. ومن تلك الحلول موقع مرآة في الولايات المتّحدة، US Mirror Site، يسهّل على الناطقين بالعربية، في تلك الناحية، قراءة النصوص أياً تكن نُظهم، ويسرّع إنزال صفحات الجريدة فيها. إضافة إلى ذلك، توجد في رأس الحاشية اليسرى وصلة "لقراءة النص العربي"، تمكّن المستخدم من ضبط نظامه يدوياً ليقرأ النص العربي. ويعكس هذا الجهد التقني مدى حرص الجريدة على وسع انتشارها بين المهاجرين، مصريين وعرباً. وبالنسبة إلى محتوياته ومواده، يمكن اعتبار موقع الأهرام الإلكتروني نسخة محسّنة عن نسخة الورق، بدليل حسن ترتيبه وتنظيمه. إذ تبدو النسخة الورق تنضح بكمية مواد، لا تتّسع لسيلها المساحات البيض الفسيحة. ومن خلال مقارنتنا أعداداً ورقاً بنسخها الإلكترونية، لاحظنا بعض التعديلات في إبراز أخبار على حساب أخرى على الشبكة. وعلى سبيل المثال، في باب الرياضة في الموقع، عدد 1 شباط فبراير 2001، تصدرت مباراة كرة اليد مع الجزائر، في حين أن الخبر ورد في الصفحة الرياضية الثانية للنسخة الورق وبعنوان مختلف. وما يدلّ إلى ذلك أيضاً، الأبواب المنسدلة في الحاشية اليسرى من صفحات الموقع. فقد استخدمت الأبواب هنا لتجمع ما يبدو مشتّتاً في النسخة الورق. وعلى سبيل المثال، باب الرياضة الذي يجمع تحته كل الأخبار الرياضية، جاء على عكس الجريدة الورق حيث تتقاطع صفحاتها مع صفحات تحوي مواد مختلفة. ويوضِّب باب "الأعمدة" الأعمدة الثابتة، اليومية والأسبوعية، والتي تكون موزّعة في مختلف الصفحات الورق. وكذلك، باب "دنيا الكاريكاتير"، في الحاشية اليمنى، الذي يعرض كل الرسوم الكاريكاتورية المنشورة في أرجاء العدد الورق. وفي 8 كانون الثاني يناير 2001، أضيف باب "المرأة والطفل" ليصبح عدد الأبواب 14، كدليل إلى أن الموقع يخضع لعملية تطوير مستمرّة. وفي هذا المجال، نشير إلى أن أداة "الأعداد السابقة"، في الحاشية اليمنى، حلّت في الموقع يوم 22 آب أغسطس 2000. وهي من أدوات البحث المفيدة جداً والتي تمكّن الزائر من فتح العدد الذي يريد، رجوعاً إلى أول عدد إلكتروني بتاريخ 18 تموز يوليو 1998. وكان يمكن تعميمها في الصفحات الأولى كافة، القديم منها والجديد، مع تغيير تسميتها، طبعاً. إذ من يفتح عدداً قديماً لا يحمل تلك الأداة، لا يعود في مقدوره فتح إصدار آخر انطلاقاً منه. أما عماد موقع الأهرام فهو محرّك "البحث" الذي تنقّل كثيراً من جنب إلى جنب، منذ انطلاق الموقع، حتى استقرّ في الحاشية اليمنى. وقد صمّم لينفّذ عمليات بحث انطلاقاً من كلمة أو جملة، مع إمكان حصر البحث ضمن باب أو أكثر، ومدة زمنية معيّنة. أخيراً، يحوي موقع "الأهرام" وصلات تقود الزوّار إلى مطبوعات المؤسسة كافة وإلى مواقع مصرية أخرى. عنوان إنترنت ذو صلة: www.ahram.org.eg [email protected]