منذ بزوغ نجمها في العالم العربي، اتخذت المدونات من قبل الشباب والصحافيين والمثقفين اداة لانتزاع حقهم في حرية التعبير عن قضايا سياسة وفنية واجتماعية عدة، ولتسليط الضوء على هموم وتطلعات المجتمع، لتنطلق عبرها (المدونات) صرخة صامتة تقول: «نحن هنا». ومن هنا كانت انطلاقة مطبوعة صحافية جديدة ومختلفة عن السائد لتغطية عالم المدونات في مصر والعالم العربي اسمها «وصلة»، ما يعد لقاء مباشراً بين الصحافة والتدوين أو الإعلام القديم والإعلام الجديد. وتعد «وصلة» جريدة ورقية غير دورية وغير ربحية تصدر موقتاً شهرياً، وتعتمد على تدوينات المدونين ونشطاء الإنترنت من مختلف الدول العربية، فضلاً عن أخبار وتقارير عدة ترصد أوضاع المجتمع الافتراضي العربي. وتهدف «وصلة» إلى تحقيق تواصل بين المدونين ونشطاء الإنترنت من جهة، وبين قادة الرأي العام في الدوائر السياسية، والحقوقية والإعلامية الذين قد يجدون صعوبة في التواصل من خلال الإنترنت أو وسائط الاتصال الحديثة من جهة أخرى. وتوزّع الجريدة عبر إرسال نسخ للمهتمين بهذا المجال، فضلاً عن توزيعها مجاناً في عدد من المكتبات ونقاط التوزيع. وعن آلية اختيار المادة المنشورة في «وصلة»، يقول الصحافي في الجريدة أحمد ناجي: «تختار المادة عبر عدد من المحررين الذين يتولون متابعة الجديد في الواقع الافتراضي العربي، ويُستأذن أصحاب المدونات في إعادة نشر تدويناتهم، ثم تحرر التدوينة – من دون حذف أو إضافة - لتناسب اعتبارات النشر الورقي كتوضيح ظروف نشر التدوينة، والإشارة إلى الروابط التي قد يحتويها النص وتوضيح دلالتها في سياق التدوينة. ومع كل تدوينة مستخدمة، تجرى الإشارة إلى اسم الكاتب (المدوّن) وعنوان مدونته، إلى جانب رابط لعنوان مدونته على الانترنت. ويمكن المدونين إعطاء «وصلة» تصريح بإعادة نشر تدويناتكم عبر إحدى طريقتين وهما: وضع إشارة إلى «وصلة» على صفحات مدوناتهم، أو إرسال إيميل إلى «وصلة» يؤكدون فيه إعطاءها تصريحاً باستخدام موادهم المنشورة. وسبق للعاملين في الجريدة العمل في المجال الصحافي، وهم: الصحافي في جريدة «أخبار الأدب» أحمد ناجي والصحافية في جريدة «المصري اليوم» ابتسام تعلب والصحافية في «الأهرام» سلمى الورداني، إضافة إلى مصمم الغرافيك محمد جابر. وللجريدة نسخة إلكترونية تحوي ما نشر في المطبوعة، أما فكرة الإعلانات فهي غير مطروحة – بحسب كلام أحمد ناجي - لأن «وصلة» ليست جريدة ربحية، إذ توزع أعدادها مجاناً. حتى الآن لم تظهر أية صعوبات. ومن أهم ما يميز «وصلة» تبويب صفحاتها والاهتمام بالصورة، وعن ذلك يقول ناجي: «نعتمد على أشكالاً تحريرية مبتكرة تساهم في نقل المحتوى الإلكتروني إلى الشكل الورقي بطريقة لا تخل بالمضمون، وتضفي عليه جماليات متعددة، فضلاً عن بعض الموضوعات التي يعدها فريق التحرير والمتعلقة بأهم المواقع والتطورات التقنية على شبكة الإنترنت». وتضمن العدد الأول من جريدة «وصلة» التي تقع في 16 صفحة في حجم التابلويد موضوعات متنوعة منها: «حُمى البرادعي»، «من مدونات دماغ ماك»، «جبهة التهييس الشعبية»، «أبو نضارة»، «من وراء الخمار»، «من مدونة يوميات امرأة مُثلية»، «صور عن المقاومة والأمل من فلسطينالمحتلة». كما تتضمن «وصلة» صفحتين عن مدونات عربية مكتوبة بالإنكليزية.