تحقيق: الأستاذ الدكتور عبدالله بن عبدالرحيم عسيلان أستاذ الأدب والنقد رئيس مجلس أمناء مركز الملك عبدالله الدولي لخدمة اللغة العربية ورئيس نادي المدينة الأدبي من منشورات نادي المدينةالمنورة الأدبي المدينةالمنورة 1436ه/ 2015م وقد تتبعت هذه الزيادات ووجدتها في الأماكن الآتية: في حين يذكر محققا الكتاب؛ د.أبو شوارب و د.غريب (ص37 من نشرتهما) أن عدد الزيادات في نسخة (يزد) تصل إلى 55 بيتًا. ولعل في ما أحصاه الأستاذ يوسف السناري في «المستدرك» على هذه الطبعة، المنشور على موقع الألوكة، مافيه الكفاية، خاصة وأنه عزز إحصائيته بتصوير أماكنها في المخطوط، وهذا توثيق مابعده توثيق، وكُتِب بلغة راقية جميلة. ز. وأنتقل بعد هذا إلى ماسبقه من الاستدراكات: سأبدأ بالمستدرك الذي وضعه العلماء الثلاثة: الميمني وشاكر والسيد يوسف، وأُلْحِق بآخر الوحشيات (307-326) وأذكر منه نماذج: المقطوعة الأولى، البيت الأول صفحة 45: «نَجَّاك جَدٌّ يَفْلِقُ الصخر بعدما» استدرك عليه الميمني ص37، فذكر جواز ثلاث روايات له: ( «جَدٌّ» و «جِدٌّ» و «حَدٌّ» وكلها متجهةٌ) وأهمل د.عسيلان ذكر تلك الروايات في حاشيته. المقطوعة الثانية، البيت السادس صفحة 47: ذكر الدكتور السيد يوسف رواية أخرى لصدره: قال: (في الخالديين 287: فلولا الليلُ والمُهْرُ ...) وأهمل الدكتور عسيلان ذلك. المقطوعة 68 صفحة 109 في الحاشية استدرك الدكتور السيد يوسف فقال: (يزاد في الحاشية: الأبيات 2، 3، 5 في الخالديين 349 لعبدالله بن الحُميِّر العُقيلي؛ أخي توبة ابن الحُميِّر، وفيه: في البيت 3 «بربِّ» كما قرأها الميمني، وفي البيت 5: يومَ وّجّ» يوسف). وقرأ د.عسيلان الحاشية هكذا: «... لعبدالله في توبة بن الحُميِّر» بدل أخي توبة» وأهمل رواية «برب» ورواية «يوم وَجَّ». المقطوعة 255 الحاشية: قال الميمني: (يزاد في الحاشية: الأبيات سبعة في الفاضل للمبرد 67، وعشرة في التعازي والمراثي للمبرد (مخطوطة) 158، 159 «شاكر»). وأهمل د.عسيلان عدد الأبيات في الفاضل للمبرد وأهمل استدراك (شاكر) واكتفى بقوله: «والتعازي له». المقطوعة 299 الحاشية: قال الدكتور السيد يوسف: (يزاد في الحاشية: حماسة ابن الشجري 64، ومعاني العسكري 2: 171، والنويري 4: 204). وأهمل د.عسيلان هذه الإضافة. وأكتفي بهذا واشير إلى أن مثل تلك الملحوظات متوقعة الحدوث عند كل محقق. أما بقية المستدركات والمعلومات فلم يلتفت إليها د.عسيلان على الإطلاق. بقي أمران أود الإشارة إليهما قبل أن أذهب إلى التحقيق وأتتبع ما رأيته من ملحوظات: الأمر الأول: في مقدمة الأستاذ الدكتور عسيلان عن أبي تمام وحياته العلمية (10-16) - وهو من عايش الشاعر وخبره عن قرب عندما حقق كتاب الحماسة – تحدث عن مختاراته الشعرية، وذكر من بينها كتابًا باسم «اختيار شعراء الفحول» وقال: «.... ولم يصلنا من هذه المختارات سوى كتاب الحماسة وكتاب الوحشيات أو الحماسة الصغرى ص 15 من المقدمة. وأود أن أنبه الأستاذ الدكتور بأن كتاب «اختيار شعراء الفحول» كتاب موجود، واسمه الصحيح «كتاب فحول الشعراء» وتوجد منه نسخة فريدة في المشهد الرضوي في إيران برقم 38/أدبيات، وعدد أوراقه 193 ورقة، وقد كُتِبَت في القرن الخامس للهجرة، أي بعد قرنين من وفاة أبي تمام؛ ينظر عن ذلك: كوركيس عواد: «أقدم المخطوطات العربية في مكتبات العالم» الصفحات 175-176. وقد وقف على هذا المخطوط الأستاذ محمد أسعد طلس كما ذكر ذلك في بحث له منشور في مجلة المجمع العلمي العربي، الجزء الأول، المجلد الرابع، 1949؛ يقول: «فحول الشعراء: هذا ديوان [لأبي تمام] سلك فيه مسلك الحماسة فرتبه على الأبواب التالية: * باب الأضياف * فباب السخاء * فباب الأدب * فباب المراثي * فباب النسيب * ثم الهجاء. والنسخة خطها قديم ورقمها 83/ أدبيات (كوركيس 38/ أدبيات)، وهذه النسخة هي الفريدة من نوعها فيما يذكر بروكلمان». قلتُ: وينظر بروكلمان 1: 209، والذيل 1: 372؛ يقول: «فحول الشعراء: وهو مجموعة من الأشعار لشعراء جاهليين وإسلاميين مرتبة حسب الموضوعات: مشهد 15: 29، 83/ رقم4». كذلك فإن د.عسيلان اعتمد في تحقيقه -كما مر- على تحقيق الأستاذ الميمني -رحمه الله- والميمني يذكر هذا المخطوط في مقدمة تحقيقه، حيث يقول: «وأما فحول الشعراء فيوجد منه نسخة بالمكتبة الرضوية في المشهد بطوس كما تُرى في فهرستها 3: 185، وهي فريدة على مابلغه علمي». الأمر الثاني: الأوحد وكتاب الوحشيات: مما مرَّ نعلم أن الدكتورين أبو شوارب وغريب بنيا نشرتهما على النسخة الإيرانية. وبما أن هذه النسخة غنية بالهوامش والتعليقات المنسوب بعض منها إلى «الأوحد» رواية عن الجواليقي فقد رأيا أن ما وجداه هو في الراجح شرح للوحشيات لمؤلف اسمه «الأوحد» لذا أدخلاه في صلب نشرتهما وسمياها «شرح كتاب الوحشيات». ثم جاء الدكتور عسيلان (المقدمة: 23-27) فلامهما على صنيعهما وفند حججه الرافضة لرأيهما، وفي ما قال بعض الصواب. ولعلي هنا أبدي رأيًا حول هذه التعليقات والحواشي الملحقة بنسخة (يزد): أولاً: لا بد من التأكيد على أهمية تلك الحواشي والتعليقات وهو أنها إضافة علمية هامة تفسر كثيرًا من أبيات «الوحشيات» وإن كانت محدودة في أغلبها بين الورقات: 1/أ إلى 33/ب. ثانيًا: أرى –والله أعلم- أن هذه التعليقات والحواشي تنقسم إلى قسمين: * ما جاء في صلب المخطوط. * ما جاء على الحواشي والهوامش. أما الأول فلدي شبه يقين على أنه –رغم قلته- من أصل المخطوط وليس من وضع الشراح أو المعلقين أو مطالعي هذا المخطوط بغض النظر عن مؤلف هذه الشروح: وسبب ميلي لذلك فنّيٌّ بحتٌ، إذ إن الناسخ إنما ينسخ ما أمامه وقد وجد هذه الشروح القليلة في صلب ذلك المخطوط فنسخها. ومساحة الفراغ بين البيت والشرح المثبت له في تلك المساحة وبين البيت الذي يليه مسافة تصل أحيانًا إلى مامقدراه ستة أسطر. وهذا دليل شبه قطعي على ما أقول: وينظر أيضًا: ونسبة شروح بعض هذه الأبيات - تصريحًا أو ضمنًا- إلى «الأوحد» يرجح وجود شارح له هذا الاسم يروي عن الجواليقي نسبت إليه هذه الشروح. أما التعليقات على الحواشي وبين الأبيات فما ينسب منها صراحة إلى «الأوحد» وهو بالخط نفسه، فالراجح أنه له، أما مايختلف خطه فلعلنا نضعه في هامش النص المحقق. على أني حقيقة أرى أن البت في هذه الحواشي يحتاج إلى إعادة نظر وتأمل.